سخط عالمي على جمارك الصلب والألمنيوم.. وترمب لا يخشى الحروب التجارية

الجمعة - 02 مارس 2018

Fri - 02 Mar 2018

رد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس على الانتقادات الموجهة لخططه بشأن فرض تعريفات جمركية على واردات الصلب والألمنيوم بقوله إن بلاده ليست خائفة من الحروب التجارية.

وقوبل إعلان الرئيس بإدانة فورية من الاتحاد الأوروبي، بينما هددت كندا المجاورة بفرض رسوم جمركية خاصة بها.

وغرد ترمب قائلا «عندما تخسر دولة أمريكا الكثير من مليارات الدولارات على التجارة مع كل دولة تتاجر معها فعليا، فإن حروب التجارة جيدة ويسهل الفوز بها، وعلى سبيل المثال عندما تقل تجارتنا 100 مليار دولار مع دولة ما ويتحاذقون، فلا تتاجر مجددا.. إذن نكسب كثيرا.. إنها سهلة!».

وأعلن ترمب خططا أمس الأول لإضافة تعرفة بقيمة 25% على كل الصلب المستورد و10 % على فئات واسعة من واردات الألمنيوم، بداية من الأسبوع المقبل.

حرب تجارية

وانتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إعلان الرئيس الأمريكي، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت في برلين أمس: الحكومة الألمانية ترفض مثل هذه الجمارك التي ستؤثر بشدة على التدفقات التجارية الدولية لصناعتنا في قطاع الصلب والألمنيوم، مضيفا أن مشكلة إفراط الإنتاج في هذه القطاعات على مستوى العالم لن تحل بهذه الطريقة.

وأفاد بأن الحكومة الألمانية تدعم المفوضية الأوروبية التي أعلنت عن عزمها اتخاذ إجراءات ردا على ذلك.

وكان رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر أعلن أن الاتحاد سيرد «بقوة وبدرجة مناسبة» على القيود الجمركية التي تعتزم الولايات المتحدة فرضها، وأن المفوضية الأوروبية ستعلن عن هذه الإجراءات خلال الأيام المقبلة.

وأضاف زايبرت أن خوض «حرب تجارية» لا يمكن أن «يكون في مصلحة أحد مطلقا»، حتى بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، وقال «أكدنا أكثر من مرة أن لدينا مصلحة كبيرة للغاية في أن يكون لدينا شراكة اقتصادية وتجارية حيوية وعادلة وحرة مع أمريكا».

وأعربت وزيرة الاقتصاد الألمانية بريجيته تسيبريس عن عدم تفهمها لإعلان الرئيس الأمريكي، وقالت «إمكانية إضرار واردات الصلب الأوروبية أو حتى الألمانية بالأمن القومي للولايات المتحدة أمر غير مفهوم مطلقا، شخص يتحدث كثيرا عن التجارة العادلة، مثل الرئيس ترمب، لا ينبغي له اتخاذ إجراءات غير عادلة، والفرض الشامل للجمارك على هذه الواردات سيتسبب في اضطرابات في التجارة الدولية، وإذا نفذ ترمب ما أعلنه فسيتعين على أوروبا الرد».

نزاع دولي

هذا وطالب وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل برد حاسم من جانب الاتحاد الأوروبي على القيود الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي، وقال لصحف مجموعة فونكه الألمانية الإعلامية، وصحيفة فيلت الألمانية الصادرة أمس إن الشركات الألمانية والأوروبية لا تمارس سياسات إغراق.

وأوضح أنه يتابع هذا التطور بقلق بالغ، وأن «مثل هذه الضربة الأمريكية الموجهة لكل أنحاء العالم ستضر بصادراتنا وفرص العمل بأقصى درجة»، موضحا أن الخطر يهدد الآن آلاف فرص العمل في أوروبا، مضيفا أن تبرير الولايات المتحدة قرارها بمصالح الأمن القومي أمر غير مفهوم على الإطلاق، خاصة تجاه شركاء الاتحاد الأوروبي والناتو. وقال «هذا الخلاف المهدد للغاية في السياسة التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا ليس في مصلحة أوروبا أو الولايات المتحدة»، موضحا أنه عندما يختلف طرفان فإن المستفيد يكون طرفا ثالثا «لذلك آمل أن يعيد الرئيس ترمب النظر في إعلانه ويتعين علينا بذل كل الجهود لتجنب نزاع تجاري دولي».

انتقاد صيني

وانتقدت الصين الولايات المتحدة بعد الإعلان، وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في بكين «إذا حذت جميع الدول حذو الولايات المتحدة، فإن هذا سيترتب عليه عواقب وخيمة على التجارة الدولية دون شك».

ولم تعلن الصين التي يمثل نصيبها نحو 2 % من واردات الصلب الأمريكية، عن أي إجراءات لمواجهة هذه الخطوة، ودعت واشنطن إلى ضبط النفس في استخدام إجراءات الحمائية التجارية والالتزام بقواعد التجارة الدولية، وأضافت المتحدثة أنه يتعين على الولايات المتحدة التركيز على تقديم إسهامات إيجابية للتجارة العالمية.

خطط ترمب بداية من الأسبوع المقبل ولمدة غير محددة ولفترة طويلة من الوقت

•25 % تعرفة على كل الصلب المستورد

•10 % على فئات واسعة من واردات الألمنيوم

- تعهد الرئيس الأمريكي في اجتماع مع مسؤولين صناعيين أمريكيين بإعادة بناء صناعتي الصلب والألمنيوم، قائلا إنه »حان الوقت لاتخاذ إجراء حاسم لوقف فيض المنتجات إلى الولايات المتحدة«.

- سيتم فرض هذه الرسوم على منتجات الصلب والألومنيوم المستوردة من كل دول العالم وفقا لقانون أمريكي نادر الاستخدام صدر عام 1962 ويتيح للرئيس اتخاذ قرارات ضد الواردات التي تمثل تهديدا للأمن القومي الأمريكي.

- أشار وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس في فبراير الماضي إلى أن واشنطن ترى أن واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة تفرض تهديدا أمنيا على البلاد.

- دراسة لوزارة التجارة مفادها أن الكميات وظروف استيراد الصلب والألمنيوم تهدد بإضعاف الأمن القومي.

- يفيد هذا الإجراء منتجي المعادن الأمريكيين لكنه سيكلف المستهلكين الأمريكيين كثيرا، وربما يضر بمصنعين كشركات صناعة السيارات التي تعتمد على إمدادات مستوردة.