أول الإصلاح.. صدمة

عد التغييرات جوهرية لتمويل تنمية المملكة ومكافحة أعدائها
عد التغييرات جوهرية لتمويل تنمية المملكة ومكافحة أعدائها

الأربعاء - 28 فبراير 2018

Wed - 28 Feb 2018

وصف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان الموجة الجديدة من الإصلاحات بالسعودية بأنها جزء من العلاج بـ «الصدمة».

وأوضح خلال مقابلة مع صحيفة »واشنطن بوست« الأمريكية أنه يحظى بدعم شعبي، ليس فقط من قبل الشباب السعودي، وإنما أيضاً من أفراد العائلة المالكة.

وقال الكاتب ديفيد اغناتيوس: في مقابلة واسعة الانتشار في وقت متأخر من الليل في قصره هنا، وصف ولي عهد السعودية الشاب الأمير محمد بن سلمان الموجة الجديدة من الإصلاحات بأنها جزء من العلاج بـ «الصدمة» الذي يعد ضروريا لتطوير الحياة الثقافية والسياسية في المملكة.

الفساد والتطرف

وبدأ MBS كما يعرف ولي العهد العنيد البالغ من العمر 32 عاما، الحوار قبل منتصف ليلة الاثنين، في نهاية اليوم الذي أصدرت فيه الأوامر الملكية التي هزت الجيش السعودي والبيروقراطية الحكومية وأمرت بتعيين امرأة في منصب وزاري، تماضر بنت يوسف الرماح كنائبة لوزير العمل. ولأكثر من ساعتين، ناقش الأمير محمد بن سلمان حملاته ضد الفساد والتطرف، وكذلك استراتيجيته للمنطقة.

تغييرات جوهرية

وقال ولي العهد إنه يحظى بدعم شعبي، ليس فقط من قبل الشباب السعودي القلق، وإنما أيضا من أفراد العائلة المالكة، كما رفض انتقاد سياساته المحلية والإقليمية التي وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر، وقال إن التغييرات تعد جوهرية لتمويل تنمية المملكة ومكافحة أعدائها، مثل إيران.

وخلال زيارتي القصيرة إلى المملكة، كان من المستحيل تقييم مدى نجاح إصلاحات الأمير محمد بن سلمان. وبالتأكيد، هنالك نضوج ثقافي: يخبر النساء بنوع السيارات التي يرغبن بشرائها عندما يسمح لهن بالقيادة في يونيو، افتتاح صالات رياضية جديدة للنساء، تعمل سيدات الأعمال في عربات الأطعمة، وتحضر مشجعات الرياضة من النساء مباريات كرة القدم العامة.

تفاؤل مستقبلي

قد يوجد بعض المعارضين المحافظين بشكل خفي، ولكن الاستطلاع المستقل الذي أجرته شركة إبسوس على السعوديين المنتمين لجيل الألفية في عام 2017 كشف أن 74% كانوا متفائلين بشأن المستقبل، وأن أكثر مخاوفهم كانت من ارتفاع الأسعار والبطالة والفساد.

جبهات كثيرة

وتحدث الأمير محمد بن سلمان باللغة الإنجليزية بشكل كامل، بينما في مقابلتين سابقتين أجريتهما معه تلقى الأسئلة باللغة الإنجليزية وأجاب باللغة العربية. ورفض المخاوف التي تعتري بعض المؤيدين في الولايات المتحدة بشأن خوضه صراعات على جبهات كثيرة جدا وقيامه بالمخاطرة في كثير من الأحيان، قائلا إن اتساع وتيرة التغيير وسرعتها يعدان ضروريين للنجاح.

أهداف العصرنة

وقال ولي العهد إن التغييرات التي أعلنها مساء الاثنين والده الملك سلمان هي جهود لتوظيف الأشخاص أصحاب «الطاقة العالية» الذين يستطيعون تحقيق أهداف العصرنة. وأضاف «نريد العمل مع الطموحين». ونصت الأوامر الملكية على تعيين أمراء من الجيل الشاب في مناصب في المناطق الرئيسة، منها تعيين الأمير تركي بن طلال نائبا لأمير عسير، حيث يشير هذا التعيين إلى التوافق داخل العائلة المالكة، إذ إن شقيقه الأمير الوليد بن طلال كان من بين الـ 381 الذين اعتقلوا بتهم فساد في نوفمبر الماضي. (وأطلق سراحه لاحقا).

ترتيب الجيش السعودي

وأنهى الأمير محمد بن سلمان خدمات رئيس هيئة الأركان في وزارة الدفاع وعين قادة عسكريين جددا، وقال إنه جرى التخطيط لذلك منذ سنوات عدة من أجل الحصول على نتائج أفضل للإنفاق السعودي على وزارة الدفاع. وقال إن ترتيب الجيش في المملكة، التي تملك رابع أكبر ميزانية للدفاع في العالم، يقع في المرتبة ما بين الـ 20 أو الـ 30 في قائمة أفضل الجيوش في العالم. وتحدث عن خطط طموحة لحشد القبائل اليمنية ضد الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في اليمن، وهي حرب استغرقت وقتا أطول مما كان يأمل السعوديون.

سرطان الفساد

وقال إن حملته ضد الفساد في نوفمبر كانت مثالا على العلاج بالصدمة الذي تحتاجه المملكة بسبب الفساد المستشري. وقال إن ذلك مثل أن «يكون لديك جسد مصاب بالسرطان في كل أعضائه، سرطان الفساد، عليك استخدام العلاج الكيماوي، وإلا فإن السرطان سيلتهم الجسم». وأردف قائلا إن المملكة لن تتمكن من تحقيق أهداف الميزانية دون وضع حد لهذا النهب.

وأضاف ولي العهد إنه شخصيا يتذكر الفساد، حيث حاول أشخاص استخدام اسمه وعلاقاته التي بدأت في أواخر سن المراهقة، «لقد كان الأمراء الفاسدون قلة، ولكن الجهات الفاعلة السيئة حظيت باهتمام أكبر. لقد أضرت بقدرة العائلة المالكة». وقد تم إطلاق سراح جميع المعتقلين، ما عدا 56 شخصا، بعد دفعهم تعويضات. وأضاف «معظمهم يدركون أنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة، وقد قاموا بالتسوية».

انتقادات غريبة

وأوضح أن «الصدمة» كانت ضرورية أيضا لكبح التطرف، وهي محاولة لإعادة تطبيق الممارسات التي طبقت في عصر النبي محمد.

وقال ولي العهد إنه تعرض لانتقادات غريبة لضغطه على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاستقالة في نوفمبر. وأضاف «إنه الآن في وضع أفضل» في لبنان، مقارنة بميليشيات حزب الله المدعومة من إيران.

لا مقارنة

ويشبه مناصرو الأمير محمد بن سلمان أحيانا مساعيه لتوطيد السلطة بالملك عبدالعزيز بن سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة. ولكن الأمير محمد بن سلمان يرفض هذه المقارنة، مضيفا إليها لمسة عصرية «لا يمكنك تصنيع هاتف ذكي جديد. فلقد فعلها ستيف جوبز مسبقا. ما نحاول فعله هنا هو شيء جديد».

  • التغييرات العسكرية هدفها نتائج أفضل للإنفاق على وزارة الدفاع

  • المملكة لن تتمكن من تحقيق أهداف الميزانية دون وضع حد للنهب