عبدالحليم البراك

الفرق بين صالون البيت وتويتر!

الاثنين - 26 فبراير 2018

Mon - 26 Feb 2018

كالأكاديميين تماما، نبدأ بالتعريفات المملة، تويتر هو منصة الكترونية يكتب فيها الناس 140 حرفا «سابقا»، زادت لأكثر من 200 حرف مؤخرا، يتبادل فيها الناس الأفكار والنقاشات والرؤى وحتى الشتائم أحيانا، بينما صالون البيت مكان تلتقي فيه العائلة، وفيه أيضا كنب يتسع جميع أفراد العائلة وتلفزيون كبير، وحافظة للريموت كنترول، ويتبادل فيه أهل البيت شؤون البيت وكل شيء إلا الشتائم، وبمجرد ما تبدأ الشتائم في صالون البيت فإنه يتحول لأي شيء وكل شيء إلا أن يقال له «صالون البيت»، ولذلك قد لا يجتمع فيه أحد إن بدأت فيه الشتائم.

هذه المقدمة لأذكر - بعض الناس - بأن تويتر ليس صالون بيتكم، وما يحدث في بيتكم يجب أن يقتصر على بيتكم، وليس مطلوبا منك أن تنقله لتويتر، وإن فعلت ذلك فعليك أن تواجه سذاجة بعض الناس، وردودهم وشتائمهم، إلا إن كنت تطرب للشتائم، فأهلا بك في عالم تويتر، أو تروق لك الدعوات عليك، فأهلا بك - أيضا - في تويتر، وإن كنت تسعد بالصراعات على حسابك فأهلا بك - أيضا - في تويتر.

رجل زوج ابنته لأجنبي مسلم، هذا موضوع من مواضيع صالون البيت ولا علاقة لتويتر به، فكل الناس تتزوج، ونسأل الله السعادة للعروسين وطول البال لوالد العروس، وماذا يمكن أن يضيف الناس لزواج ابنتك!

لك أن تتخيل ابنك وابنتك في صالون بيتكم يحتفيان بالعريس، ونصف الموجودين في تويتر يشاركونكم الحديث بسبب تغريدة شخصية لك!

السيدة الأخرى التي أعلنت انفصالها عن زوجها في صباحية الطلاق، ومن الحشمة لم تظهر إلا صوتها لكنها أظهرت كل حياتها للمتابعين في سناب شات، بل افتخرت بعدها بأيام بارتفاع عدد المتابعين لوصولهم لمليون.

بمعنى مليون شخص كان معها في صالون البيت، عرفوا بالمشكلة قبل أن يعرف عنها أقرب المقربين منها، ومن يريد أخبارها من أهلها وأقاربها ويريد أن يسأل عن حالها وأمورها لا يجب عليه أن يزورها، بل عليه أن يتابع سنابها! ويا صالون البيت لا تحزن، فقد سرق سناب شات أبرز خصائصك وهي «اللمة والخصوصية».

الفنانة الخليجية الصغيرة التي ما فتئت هي ووالدها ووالدتها في نقل خلافاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى صارت أحزانهم مثل أفراحهم، يعلم بها جميع الناس، يوما ما ستتمنون لو أنكم ولدتم وعشتم في صالون البيت ولا الشهرة!

السيدة التي نقلت خلافها وادعاءاتها على خالها وأقاربها إلى سناب وتويتر، وفي الأخير عرف الناس الحقيقة من سلوكها بعد سلسلة الفضائح، نقول لها تويتر وسناب ليسا صالون البيت لتصفية الحسابات، وتويتر وسناب صارا وسيلة نشر غسيل، بدلا من أن يكون الغسيل في صالون البيت أو في «بلكونة» البلونة!

Halemalbaarrak@