دخيل سليمان المحمدي

شهادتك لوحدها لا تكفي

السبت - 24 فبراير 2018

Sat - 24 Feb 2018

رؤية 2030 ذات التغيير الجذري الذي يعيشه وطننا ومجتمعنا تطلعنا كل لحظة على التغيرات الكبيرة التي تسعى إلى تحقيق أهدافها المرجوة، ومن ضمن هذه التغيرات تطبيق نظام الخصخصة في العديد من الوزارات منها: البيئة والمياه والزراعة، والنقل، والطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والعمل والتنمية الاجتماعية، والإسكان، والتعليم، والصحة، والشؤون البلدية والقروية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والحج والعمرة.

لهذا فإننا نؤكد لأبنائنا طلاب الجامعات والمعاهد التخصصية بأن الشهادة التي يسعون جاهدين للحصول عليها ستتحول مع هذه المتغيرات إلى متطلب بدلا من مطلب، فلا بد من الإتقان لأنهم سيصبحون جنودا منافسين في ميدان المنافسة الوظيفية والتي شعارها ومعيارها البقاء للمتقن فقط، ولن تحصل أخي الطالب على الإتقان بمجرد حصولك على الشهادة الجامعية في التخصص، بل يجب عليك التدريب الفعلي الذي يؤهلك إلى ذلك. فالمهارة لا تنقص أهمية عن الخبرة التي تتطلبها الكثير من الوظائف، فالخبرة تقاس بعدد السنوات التي قضاها ممارس العمل بالتخصص المطلوب، أما المهارة فتقاس بالاختبارات الفعلية للعمل بالتخصص. فمع هذا التحول والتطور الملحوظ فإن المنافسة ستكون قوية، ولن تكون الشهادة واسم الجامعة معيارا يؤهلك للوظيفة حتى وإن كانت صادرة من أفضل الجامعات، فهناك مقياس لمهارة الإتقان لأنك ربما تكون طالبا غير منتج ونجحت أكاديميا، لكنك لا تستطيع أن تنجح عمليا، فسوق العمل المتطور أصبح لا يؤمن بالشهادة العلمية فقط.

أخي الطالب، الحصول على وظيفة جيدة ليس أمرا سهلا في هذه الأيام مع تزايد أعداد الخريجين وقلة الوظائف المتاحة، فالطلب أصبح قليلا أمام أعداد الخريجين، لكن الأمر ليس مستحيلا، فعليك ألا تعتمد على شهادتك الأكاديمية فقط، بل عليك أن تستغل وقتك بوضع قائمة بالمهارات والشهادات المطلوبة لتخصصك واكتساب المهارات الشخصية الأخرى.

أنا هنا لست ضد التعلم والتعليم والحصول على الشهادات، فالشهادة العلمية مهمة، وهي أحد متطلبات الوظيفة، ودليل أهميتها أنها تكون دائما مدونة في أول معلومات السيرة الذاتية، ولكنها أيضا لن تجدي ولن تؤهل للحصول على الوظيفة بشكل رسمي دون الحصول على مهارات الإتقان في التخصص، حيث إننا نعيش في زمن سرعة الإنتاج.