2030 الأمل المرتجى

السبت - 24 فبراير 2018

Sat - 24 Feb 2018

في زمن صعب فهمه، وزادت عوائقه، وكثرت مرتفعاته، طرحت رؤية 2030 التي حددت الأهداف، ويجري تحديد المسار للوصول إليها. ومن أجل صعود القمم لا بد من التحول والتطور والتغيير والتكاتف. الهدف واضح، والطاقة شباب الوطن، والعون من الله، انطلق وطني لتحقيق أهدافه، بدأ التخطيط والرسم، وبين فينة وأخرى يظهر ذلك الرياضي ليحلل مباراة في كرة القدم ولكي يجمل حديثه يقول: هذا المستوى لا يتناسب مع رؤية المملكة، ويظهر الآخر وينشئ قروبا على الواتس اب ويسميه 2030 ويأتي ثالث وينتقد بعض الفعاليات ويقول هذه رؤية 2030، حتى أصبحت 2030 شماعة ينسب لها كل من أراد تجميل حديثه وإثبات كلامه.

2030 هي أن نعيش بعقولنا لا بأموالنا أو نفوذنا، هي أن نفكر في قيمة ما يملكه الوطن، لا ما تملك جيوبنا فقط، هي أن نعيش في حدودنا لا خارجها، هي أن ننمي مصادرنا لا مصارفنا، لنبني المجد للأجيال، ونخطط لمستقبلنا.

مدير جامعة في لقاء صحفي يقول: نسعى جاهدين لمواكبة رؤية المملكة 2030 وهذا جميل جدا، ولكن ما هي أهدافك التي ترغب في تحقيقها؟ هل أن تكون من أفضل 100 جامعه في العالم؟ هل ترغب في المنافسة على البحوث العلمية على مستوى عالمي؟ لا، هي شماعة يعلق عليها تصرفا لم يعجب بعض من حوله، وليقنع نفسه أنه يواكب الحدث.

2030 هي رؤية نحتاج إلى 12 عاما للوصول إليها، هي أن نبدأ بتغيير أنفسنا قبل أن نحاول تغيير من حولنا، هي أن نعرف قيمة ما نملك وأن نحافظ عليه، علينا تغيير المسار، ومعرفة كيف نصل للهدف بطريقه أسرع وأسهل، نستطيع الوصول إلى أي نتيجة نرغب في تحقيقها، ولكن علينا استغلال أقل جهد ممكن، القصة لا تقف على الترفيه ولا على قيادة المرأة ولا على قيمة مضافة ولا دور سينما، بل أكبر من ذلك. والأجمل أن نكون مقتنعين من الطريقة، والمهم أن أولى خطوات النجاح أن نقول إننا سنفعل، ونبتعد عن مقولة فعلنا، ونبدأ في البناء، وإذا لم تساهم في الانتصار اعلم أنه لن يرحب بك عند الاحتفال، لنكن جزءا من هذه الخارطة، ونبدأ بالتغيير. حدد أهدافا على المستوى الشخصي، وأخرى على المستوى الدراسي والعملي، أهدافا تقتنع أنها ستساهم في تطوير نفسك ووطنك، إذا تغيرت أنت فسيتغير من حولك، وإذا تغير من حولك فستتسع الدائرة إلى أن

نصل إلى رؤية وطن.

لنتفكر قليلا في هذا الوطن، ولنبحر في بحر تحقيق الأحلام، ماذا ينقصنا لأن يكون وطننا الأول عالميا في المجالات العلمية؟ ومدننا الأجمل؟ وبيوتنا الأسعد؟ وشبابنا الأعلم والأكفأ؟ لدينا الأساس في كل مجال، فلنكن نحن من يساهم في تشييد هذا الصرح بعد أن وضع لنا أجدادنا وبتوفيق الله أساسا قويا محكما. لنخبر العالم أنهم بدؤوا من حيث انتهى العرب، وقد حان الوقت لنطور ما وصلوا إليه، وحان الوقت لأن نعود ونخبرهم أننا الأفضل رغم تقصيرنا وغفوتنا التي وإن طالت إلا أنه حان الوقت أن نستيقظ منها. بحكم عملي في مجال الموارد البشرية أعلم يقين العلم أن من بيننا خيرة شباب العالم، شباب لا ينقصه إلا الفرصة، يحتاج الثقة والوسيلة ليثبت نفسه.

ليعلم كل رجل أعمال أو مستثمر شاء أم أبى أن وطني سينهض بسواعد أبنائه، ورجل الأعمال الذكي الذي يخاف على تجارته سيبدأ من الآن ببناء شبابنا أساسا لصرحه، وليحقق رؤية وطننا، ولتكن في كل شركة رؤية 2030 وفي كل مصنع وفي كل مركز ومؤسسة، لنبدأ بالتغيير لنعطي شبابنا الفرصة للتحول. أن تعطي الشباب فرصة من الآن خير لك من أن تقول لا خيار أمامي في المستقبل القريب. رغم اختلافي مع طريقة توطين بعض المحلات التجارية إلا أنها بدأت، وسيصل الدور لكل شركة، ولكل منصب ولكل مهنة لم تجد شابا يتقن ما تحتاج، ابدأ بتدريب أحدهم من الآن خير لك من أن تغلق استثمارك في القريب العاجل، أتكلم وقد أكون أحد المتضررين من طريقة التوطين المكثفة، ولكن 2030 تستحق التغيير، وزارة العمل وضعت خطة وهي أن ترى الوطن يعمل بأياد سعودية ويجري تحقيق هذه الخطة، شباب وطني في كل محفل يثبتون أنهم في طريقهم إلى 2030 بفكر تقني ومهني معاصر، لنبتعد عن التأويل والتشاؤم ولتبدؤوا بالتحول والإبداع، لنعد لأصولنا، لعادات أجدادنا وآبائنا بالجد والاجتهاد، لنعد لوطننا بعد أن ابتعدنا عنه، لنصحح الأخطاء وننطلق من جديد، لا بد أن يكون بيننا متضرر، فأساس التصحيح أن يكون هناك قليل من الضرر في بادئ الأمر، ولكن سيعم النفع على العموم في آخره «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، لنتغير حتى تعود خيرات وطننا لنا لا شريك معنا فيها إلا برغبتنا لا بحاجتنا.

2030 ستنير لنا الظلام وترشدنا للنور حتى وإن اختلفنا في الطريقة، ولكن ما زال الأمر بيدنا، نستطيع تحدي المسار لننطلق لمجد يذكره التاريخ والعالم أجمع أننا نحن من بناه وأسسه وصنعه.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال