رحلة العشرين

السبت - 24 فبراير 2018

Sat - 24 Feb 2018

بعد سؤال وجهه أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي كان نصه «هل تشعرون بأنكم متأخرون عن الحياة؟ أم تسابقون أعماركم وأوقاتكم؟» عرض فيه حال الشباب وبعض أفكاره، كان تفاعل الجمهور مع السؤال يعرض المخاوف المولدة بفعل الضغوطات الاجتماعية والثقافية والمهنية، حيث إن الجميع يتساءل: «هل أنا في الطريق الصحيح؟ أين أتجه؟ وظيفتي مناسبة؟ أرافق أصدقاء جيدين؟»، يساور الشباب الشك باستمرار نحو تقدمهم في الحياة ومقدار إنجازهم وسرعتهم في مواجهة الواقع الحقيقي بعد مغادرة المقاعد الدراسية، مرحلة العشرين هي رحلة ذات خيارات وتقلبات وتغيرات جذرية كثيرة مع خبرة قليلة، كل شيء يحدث في عقد العشرين بسرعة قياسية وتقلب سريع دون أن يسأل أحد نفسه «هل أنا مستعد؟».

تختلف مرحلة الدراسة عما بعدها من حيث وضوح معايير النجاح والفشل، ووجود مرشد أكاديمي يوضح للطالب باستمرار عدد الساعات المتبقية، وما يجب إنجازه أولا، بينما في الحياة الواقعية ما بعد الجامعة يتحول الطالب من منفذ للخطط إلى مخطط للحياة ومقرر لمصيره ومسؤول أول عن وفرة الخيارات واصطيادها، في هذه الرحلة لا توجد أدوات لقياس التقدم، لذا لا يكون الناجح في الحياة الجامعية ناجحا بالضرورة فيما بعدها.

وتمثل الأسئلة والتوقعات المجتمعية المرتفعة ضغطا هائلا على هذه الفئة، حيث يعيش الشخص محل مراقبة لخياراته وتوجهاته الفكرية والمهنية، وبمجرد الحصول على وظيفة أو الارتباط والدخول لتيار المجتمع يصرفون النظر عنه للانشغال بغيره وهكذا..

يقدم الكثير على خيارات سيئة يختارها ليس رغبة فيها ولكن ليسكت صوت المقارنة والترقب من المجتمع في أن يحرز تقدما حسب وجهة نظرهم، يتعرض الشخص أيضا في هذه المرحلة لضغط آخر يصدر من داخله وأسئلة تكاد لا تنتهي ومقارنات غير منطقية قد يظلم فيها الشخص نفسه.

في نهاية المقال، وكرد على السؤال الأول: ليس هناك سرعة معينة تؤخذ كمعيار للنجاح سواء حددها المجتمع أو الشخص نفسه، وليست هناك أيضا محطة يجب أن تصل إليها أولا، لا تهم نظرة المجتمع أو طريقة حكمه، المهم أن يصل كل منا لرغباته العميقة، ويتعرف عليها ويحققها وفق سرعته الخاصة، ليشعر فيها بلذة الإنجاز المنشود والرضا عما يقوم به.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال