غوطة الألم

روسيا مستعدة للهدنة بشروط.. وآلاف الاستغاثات تصل لمجلس الأمن
روسيا مستعدة للهدنة بشروط.. وآلاف الاستغاثات تصل لمجلس الأمن

الجمعة - 23 فبراير 2018

Fri - 23 Feb 2018

فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إقرار هدنة في الغوطة الشرقية، عبر خطاب يطالبان فيه بدعم قرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن بلاده مستعدة للتصويت لصالح قرار للأمم المتحدة بشأن هدنة مقترحة في سوريا.

وقال لافروف لوكالة أنباء تاس الروسية، إنه يتعين العمل على اصدار قرار (مجلس الأمن) الذي يعلن هدنة إنسانية لمدة ثلاثين يوما»، معربا عن مخاوفه إزاء عدم ضمان التزام المسلحين بأى هدنة.

وندد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت الشيخ خالد الصباح أمام مجلس الأمن الدولي أمس الأول بالوضع في سوريا.

وقال: إلى متى نبقى صامتين؟ وكم يجب أن يموت ويشرد من المدنيين، أطفال ونساء وشيوخ، حتى يبدأ المجتمع الدولي بالتحرك وبصوت واحد ويقول كفى؟ ويضع حدا لهذه المجازر والانتهاكات الخطيرة والجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وانتهت جلسة المجلس في نيويورك دون تصويت على المشروع.

غضب للغوطة

هذا وأعلنت غرفة عمليات «دحر الغزاة» السورية المعارضة والموزعة في عدد من المحافظات السورية، أمس، بدء حملة صاروخية مشتركة لنصرة غوطة دمشق الشرقية تحت اسم (الغضب للغوطة) ضد مواقع القوات الحكومية السورية.

وقالت غرفة العمليات في بيان رسمي: إن غرفة عمليات دحر الغزاة بفصائلها في الشمال السوري المتوزعة على حماة وإدلب والساحل وحلب تطلق مع فصائل الجنوب في درعا والقنيطرة والبادية والغوطة والقلمون حملة صاروخية مفتوحة تستهدف المواقع العسكرية المهمة للقوات الحكومية والإيرانية في عموم سوريا تحت اسم الغضب للغوطة.

وأكد بيان الغرفة بأن الهدف من الحملة نصرة أهلنا في الغوطة، لأن النظام وإيران وروسيا يشنون حملة إبادة ضد أهلنا في الغوطة من نساء وأطفال ومدنيين، وستكون الحملة مركزة على أهداف عسكرية مهمة للنظام، وأماكن حساسة من مطارات ومرابض مدفعية وتجمعات عسكرية، وهي حملة مفتوحة حتى إشعار آخر لتساهم في ردع النظام وحلفائه».

مثير للسخرية

ووصف وزير الدولة بالخارجية الألمانية ميشائيل روت، الخلاف في مجلس الأمن حول تطبيق هدنة في سوريا، بأنه أمر مثير للسخرية.

وقال روت لشبكة «إيه آر دي» الألمانية الإعلامية: «يتعين علينا مجددا الاتفاق على وقف إطلاق النار في كل مكان، حيث تدار الآن حرب ضد مدنيين».

وأسوة بالأمين العام للأمم المتحدة، وصف روت الوضع في الغوطة الشرقية بأنه «جحيم على الأرض»، مشيرا في المقابل إلى أن دور ألمانيا محدود في التأثير على الوضع.

ضغوط إضافية

و طالب خبير الشؤون الخارجية في حزب الخضر الألماني أوميد نوريبور بممارسة المزيد من الضغوط على روسيا.

وقال نوريبور لصحيفة هايلبرونر شتيمه الألمانية: «روسيا وافقت ثلاث مرات على قرارات لمجلس الأمن بشأن إنهاء كافة أشكال الحصار وتوصيل الإمدادات للمدنيين، لم يتم الالتزام بشيء في كافة الحالات... يتعين علينا أن نسأل روسيا بقوة ووضوح ما إذا كانت لا تستطيع تنفيذ ذلك أم ما إذا كانت لا تريد التنفيذ».

وانتقد نوريبور موقف الاتحاد الأوروبي تجاه الحرب في سوريا قائلا: الأوروبيون أخرجوا أنفسهم من اللعبة في سوريا، لأنهم لم يتحدثوا بصوت واحد، إذا لم نتوصل إلى سياسة مشتركة وطالبنا على الأقل على نحو مشترك بإنهاء القصف، لن نلعب نحن الأوروبيين مستقبلا أي دور في السيطرة على أي نزاع دولي.

آلاف الاستغاثات

وفي إحاطة منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارك لوكوك، عن الوضع في سوريا أمام مجلس الأمن الدولي أمس، قال: إن مكتب المبعوث الخاص المعني بسوريا تلقى خلال الأيام الثلاثة الماضية آلاف الرسائل من المدنيين في الغوطة الشرقية يناشدون العالم تقديم المساعدة إليهم.

وأضاف أن إحدى تلك الرسائل، أرسلها عامل في مجال الإغاثة بالمنطقة على دراية بالقانون الإنساني الدولي، قال فيها «خلال الشهرين الماضيين تحولت العمليات العسكرية إلى عملية استهداف منهجية للمدنيين، معظم عمليات القصف الجوي استهدفت عمدا المباني السكنية المدنية، ماتت أسر بأكملها تحت الركام» وواصل لوكوك قراءة الرسائل التي بعثها مدنيون عبر تطبيقات الرسائل الفورية، قائلا عبر دائرة تليفزيونية من جنيف «أسر بأكملها استهدفت. أم مع أبنائها الثلاثة، أربع نساء حوامل ماتت إحداهن، والأخرى أصبحت في حالة حرجة، والثالثة فقدت جنينها، والرابعة تحت المراقبة الطبية، فتاة صغيرة فقدت عينيها، ويستمر الوضع على ما هو عليه، لا نريد الحرب.. هل تسمعون رسائلنا وأصواتنا ومخاوفنا؟ وضعنا مأساوي»

ووجه لوكوك حديثه إلى الدول الأعضاء قائلا «إن التزاماتكم وفق القانون الإنساني الدولي، ملزمة وليست خدمة يمكن تبادلها في لعبة الموت والدمار. ضمان الوصول الإنساني ليس مجرد شيء جيد، ولكنه ضرورة قانونية، وجهود محاربة الإرهاب لا يمكن أن تحل محل الالتزام بحماية المدنيين، ولا تبرر قتلهم وتدمير مدن وأحياء بأكمله»

وحشية النظام وداعميه

وأعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن قلقه جراء الوحشية وعدم الرحمة التي أظهرتها حملة العنف التي شنها نظام الأسد ضد المدنيين في الغوطة الشرقية، وأشار إلى أن المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية يتحملون «جحيما» من صنع نظام الأسد وداعميه. وجدد جونسون التأكيد على التزام بلاده بالعمل مع الشركاء الدوليين من أجل إنهاء الصراع في سوريا، مبينا أن التوصل إلى اتفاق سياسي يعتبر السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة.

كما انتقد وزير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية أليستر بيرت، بحدة، نظام الأسد بسبب استخدامه الغذاء سلاح حرب، في تصريح نشره الموقع الالكتروني الرسمي لوزارة التنمية الدولية البريطانية، أدلى به بمناسبة نشر منظمة الإغاثة العالمية «ميرسي كور» أمس،

تقريرا عن حجم المعاناة السورية بسبب وحشية النظام واستخدامه الغذاء سلاح حرب.

مشروع قرار الكويت

«يطالب مشروع القرار بوقف أعمال القتال في كافة المناطق السورية لمدة ثلاثين يوما، بهدف تمكين الأمم المتحدة وشركائها من إيصال المعونة والخدمات الإنسانية، وتقديم خدمات الإجلاء للمرضى والمصابين وفقا لأحكام القانون الدولي، وإنهاء حصار المناطق السكنية».

خالد الصباح - نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت

إحصائية المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن الغوطة:

400 مدني قتلوا في الغوطة الشرقية منذ الأحد الماضي

2100 مصاب

400 ألف محاصر