عبدالغني القش

مجلس الشورى .. ومصلحة المواطن!

الجمعة - 23 فبراير 2018

Fri - 23 Feb 2018

آمال كبيرة يعلقها المواطن على بعض الجهات؛ فالمفترض فيها أن تحمل همه وتنقل رأيه، وتحاول جاهدة إيصال صوته، وبالتالي القضاء على معاناته، ولعل من أهم تلك الجهات هو مجلس الشورى.

والواقع يفرض أهمية هذا الجهاز ويؤكد مكانته؛ فالقضايا العالقة أكثر من أن تحصى، والمؤمل أن يتم نقاش المواضيع المفصلية في حياة كل مجتمع، والمجتمع السعودي ليس بمنأى عن تلك الشعوب التي يعتريها النقص ويظهر فيها الخلل، كقضايا السكن والبطالة والعلاج والنقل العام والبنية التحتية في كثير من المناطق والمحافظات، وخاصة أن بلادنا تقع على رقعة واسعة من الأرض وحدودها ممتدة فهي أشبه ما تكون بالقارة، وتتمتع بمزايا لا حصر لها، وتملك إمكانيات كبيرة تؤهلها لأن تكون واحدة من أرقى بلدان العالم وأكثرها مدنية وتحضرا.

لكن الواقع يظهر أن المواطن يحتاج لكثير من الأمور التي تجعله ينعم بالحياة، كونها ضرورة وليست ترفا؛ فالمسكن وتأمين العلاج وإعادة النظر في الرواتب مقارنة بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بعد فرض الضريبة وتأمين المقعد الدراسي في الجامعات .. وغير ذلك من أمور تعني المرء في حياته اليومية، وغيابها يحيل معيشته إلى هموم متراكمة وتصبح ثقيلة جدا حتى لا يكاد يطيقها في كثير من الأحيان، وقد انتشر مؤخرا حالات عدة لقتل بعض المواطنين لعائلاتهم بسبب تلك الضغوطات، وهي وإن كانت شاذة لكنها يجب ألا تمر مرور الكرام.

والعجيب أن عددا من أعضاء مجلس الشورى يصرح لوسائل الإعلام بكلام هو في أحيان كثيرة يمثل وجهة نظر شخصية لا علاقة لها بما يتبناه المجلس ، وهذا – في تصوري – خلل في آلية عمل المجلس من الناحية الإعلامية، فمن المفترض أن يكون للناطق الإعلامي حضور قوي في وسائل الإعلام ويكون مخولا للرد على ما يستجد من مواضيع، لتوضيح وجهة نظر المجلس بشكل لا يقبل التشكيك، من خلال لقاءات دورية مع وسائل الإعلام، وغياب تلك اللقاءات جعل الإعلامي - الذي يريد الوصول لمعلومة معينة- يلجأ للالتقاء ببعض الأعضاء.

وكم كان بودي أن يكون موقع المجلس على الانترنت أفضل من واقعه، فالمتصفح يريد إنجازات وقرارات لا إحصائيات وأخبار الأعضاء -مع كامل الاحترام لهم-، وكذلك مجلة «الشورى» يفترض أن تكون أوسع مما هو قائم وبمراحل؛ ولو الكترونيا بلا طباعة؛ فالمواطن يعنيه ما يدور في المجلس من مواضيع ونقاشات ويريد الاطلاع على ما تم التوصل إليه، وكم أدهشني توقف المجلة، ورسم العديد من علامات التعجب! وما زالت مسألة مساءلة بعض المسؤولين دون مستوى الطموح، فالطرح القوي ينشده المواطن، وحضور المسؤول لاستعراض ما قامت به الجهة التي يتسنمها لا طائل من ورائه، وحتى مداخلات الأعضاء تكون على استحياء ، وهذا لا يحقق تطلعات المواطن الذي ربما يعاني معاناة شديدة من تلك الجهة نظير نقص الخدمات فيها أو القصور في أدائها وربما يصل ذلك إلى حد التعقيدات في الإجراءات المتبعة في معاملاتها، وهو ما يجعل بعض اللقاءات التلفازية أقوى وأكثر فائدة في طرح المواضيع من ذلك اللقاء الرتيب!. وفيما يتعلق بالقضايا فإن المفترض أن يتم تناولها بحسب أهميتها ومن جميع جوانبها، وأن يؤخذ رأي المواطن، بحيث يكون موقع المجلس على الانترنت تفاعليا، بحيث يتعرف المجلس على الرأي العام وما يجول

في خاطر المواطن وما يقترحه حيال تلك المسألة أو ذلك الموضوع.

أما اعتراض بعض الأعضاء على بعض القضايا كقضية إسقاط المديونيات عن المرابطين على الحدود، ثم استعراض المعترضين لقواهم العقلية العجيبة وحججهم الواهية، فأرجو أن يتخذ المجلس موقفا يمنعهم ليصد عن المواطن ما يرفع ضغطه، فهل يفعل مجلسنا الموقر؟!

[email protected]