صراع الهند وباكستان يطغى على قمة دول جنوب آسيا

سيسعى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تعزيز التعاون بين دول جنوب آسيا إزاء النفوذ المتزايد للصين، وذلك خلال القمة الإقليمية الأولى التي يشارك فيها، إلا أن التوتر مع باكستان يمكن أن يحول دون تحقيق أي تقدم

سيسعى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تعزيز التعاون بين دول جنوب آسيا إزاء النفوذ المتزايد للصين، وذلك خلال القمة الإقليمية الأولى التي يشارك فيها، إلا أن التوتر مع باكستان يمكن أن يحول دون تحقيق أي تقدم

الاثنين - 24 نوفمبر 2014

Mon - 24 Nov 2014



سيسعى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تعزيز التعاون بين دول جنوب آسيا إزاء النفوذ المتزايد للصين، وذلك خلال القمة الإقليمية الأولى التي يشارك فيها، إلا أن التوتر مع باكستان يمكن أن يحول دون تحقيق أي تقدم.

وتأتي قمة رابطة دول جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك) التي تضم ثماني دول وتعقد غدا في كتماندو بالنيبال، بينما تشهد كشمير أسوأ أعمال عنف منذ عشر سنوات تقريبا وبينما تستعد القوات القتالية لحلف شمال الأطلسي لمغادرة أفغانستان.

ومنذ توليه منصبه إثر فوز كاسح في الانتخابات التشريعية في مايو الماضي، يحاول مودي استمالة الدول المجاورة من خلال تجديد الأمل بإعادة التعاون بينها.

واعتبرت مؤسسة “بروكينجز إنستيتيوشن” الأمريكية أن مودي “سعى بجد لإثارة أمل جديد لمستقبل الرابطة”، على الرغم من نتائج غير مشجعة بالقمم السابقة أعطت الانطباع بأنها “الأقل جدية” بين المنظمات الدولية، إلا أن الأمل بتحقيق انطلاقة جديدة تراجع في الأسابيع الماضية، بسبب “التصعيد على طول الحدود بين الهند وباكستان، والذي تخطى المناوشات اليومية التي تطرا دائما في هذه المنطقة”.

وعندما دعا مودي قادة دول المنطقة ومن بينهم نظيره الباكستاني نواز شريف لحضور مراسم تنصيبه، أثار آمالا بتحسن التعاون الإقليمي، إلا أن الهند ألغت بعد ذلك محادثات مع باكستان، لأن موفد إسلام أباد التقى انفصاليين من كشمير في نيودلهي.

وبعد ذلك تتالت أعمال العنف على الحدود بين البلدين بمنطقة يطالب بها الجانبان ويتبادلان الاتهام بالمسؤولية حول سقوط ضحايا من المدنيين.

وشدد مودي لهجته خلال أعمال العنف الأخيرة، وحذر إسلام أباد من أن “الزمن تغير وأن العادات السابقة لم يعد من الممكن السكوت عنها”.

في المقابل، سعى مودي للتقرب من دول جنوب آسيا الأخرى، إذ اعتبر أنها تعرضت للإهمال في السابق وهو ما استفادت منه الصين.

وقام مودي بزيارة بوتان والنيبال منذ مطلع مايو الماضي “لإرساء أسس تعاون أقوى وأكبر حجما”، بحسب “بروكينجز إنستيتيوشن”، إلا أن الخبراء يرون أن الشرط الأساسي لتحقيق نجاح في القمة يكمن في التعاون بين نيودلهي وإسلام أباد اللتين خاضتا ثلاث حروب منذ الاستقلال، منهما اثنان في كشمير.

والجهود للحد من التوتر معقدة بسبب القلق حول أفغانستان مع رحيل القوات الأجنبية بعد انتشارها منذ عشر سنوات.

وتعتبر الهند المستثمر الرئيسي للمنطقة بأفغانستان ويفترض أن يلتقي مودي مع الرئيس الأفغاني الجديد أشرف غني خلال القمة على أمل تعزيز وجود نيودلهي في بلد تعتبره باكستان بمثابة قاعدته الخلفية.

ولم يتم إعلان أي برنامج رسمي للقمة التي ستنتهي الخميس، إلا أن وزارة خارجية النيبال أعلنت أن مكافحة الفقر والصحة العامة والزراعة والسياحة والتجارة الحدودية كلها مدرجة على جدول الأعمال، كما يفترض أن تطرح المسائل الأمنية بعد أن أعلن تنظيم القاعدة أخيرا إقامة فرع جديد في جنوب آسيا.

من جهة أخرى، عززت السلطات في كتماندو إجراءاتها الأمنية بتعبئة حوالي 36 ألف جندي لتأمين قمة الرابطة التي تضم 8 دول، هي أفغانستان، بنجلاديش، بوتان، الهند، جزر المالديف، نيبال، باكستان، وسريلانكا.