حكيم ومعارضك غشيم!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الأربعاء - 21 فبراير 2018
Wed - 21 Feb 2018
أود أن أسهب في الحديث عن بطولة المملكة في لعبة البلوت، مع أن الحديث عن البلوت يبدو محفوفا بالمخاطر هذه الأيام، بعد أن أصبح له بطولة رسمية.
كما أن عشاق هذه اللعبة عصبيون في الغالب وسريعو الغضب وأنا لا أريد أن يغضب مني أحد هذه الأيام، ولا في أي أيام أخرى.
والسؤال الشائك مذ تبنت هيئة الرياضة هذه البطولة هو: هل البلوت رياضة؟ البعض قالوا إنها رياضة ذهنية مثل الشطرنج الذي استضافت المملكة إحدى بطولاته العالمية قبل أسابيع. والبعض الآخر ـ وهم غالبا من «النفسيات» والمغرضين ـ قالوا إنه لا وجه للمقارنة بين الأمرين أو اللعبتين، وإن الأمر مرتبط فقط بهوايات رئيس الهيئة، فلو كان عاشقا لجمع الطوابع لتبنت الهيئة بطولة المملكة لجمع الطوابع، ولكتب الإعلاميون الرياضيون مطولات عن فوائد جمع الطوابع على الصحة العامة، وأن كل الأوراق تتمنى لو أنها طوابع بريد حتى تستطيع السفر إلى كل مكان، ولرأينا الضيوف الحصريين للبرامج التلفزيونية يخبرون الناس أنهم كانوا طوابع بريد في حياة أخرى.
والحقيقة أيها الناس أني لست مع أي من الرأيين، فالبلوت لعبة شعبية يمارسها كثير من السعوديين، وإن كانت في الآونة الأخيرة تراجعت مفسحة المجال للألعاب الالكترونية وغيرها من الألعاب. وتشترك مع أشياء كثيرة في أن أغلب السعوديين يمارسونها بشغف رغم أن «الفتاوى» بتحريمها وتحريم لعبها كانت أكثر من عدد أوراق اللعب، ووصل الأمر إلى تأليف كتب عن «خطر البلوت»، وأنه صنيعة الغرب الكافر للقضاء على الشرق المسلم.
لكني لا أميل لفكرة البطولة رغم كل هذا الشغف، فهي لعبة الناس التي يجب أن تبقى للناس ويلعبوها في بيوتهم واستراحاتهم وجلسات سمرهم وحتى في غرف التوقيف وزنازين السجون وألا تصبح هي الأخرى «لعبة» نخبوية تسيطر عليها الأموال وصناعة النجوم والتسويق.
لم يدر يوما في خلد الكدادين الذين كانوا يجتمعون في «القهاوي» يلعبون البلوت ويشربون الشاهي ويشتمون بعضهم البعض أن لعبتهم ستصبح لها بطولة رسمية تتبناها الدولة ولها رعاة وتتناقل أخبارها وسائل الإعلام. صحيح أن البعض يعتبر «تسليع» الأشياء خطوة للأمام، ولكني ومعي الأخوة الكدادين ـ كما أظن ـ لا نتفق مع هذه التوجه ونحب أن تبقى الأشياء على حالتها التي أحببناها فيها.
وعلى أي حال..
اتفق الجميع في استراحتنا ـ وهم نادرا ما يفعلون ـ أن النتيجة المرجوة من هذه البطولة هي توحيد قوانين البلوت لتكون مرجعا معتمدا للحيارى، فليس بعد قوانين البلوت المعتمدة من الحكومة مجال للاجتهاد، ثم إني أطمح أيضا في إصدار نشرة للشتائم المقبولة أثناء اللعب، وأوقات استخدامها لأنها جزء من اللعبة، ووجود الروح الرياضية في البلوت يفسدها ويجعلها أشبه بلعبة رياضية مملة مثل كرة القدم.
@agrni
كما أن عشاق هذه اللعبة عصبيون في الغالب وسريعو الغضب وأنا لا أريد أن يغضب مني أحد هذه الأيام، ولا في أي أيام أخرى.
والسؤال الشائك مذ تبنت هيئة الرياضة هذه البطولة هو: هل البلوت رياضة؟ البعض قالوا إنها رياضة ذهنية مثل الشطرنج الذي استضافت المملكة إحدى بطولاته العالمية قبل أسابيع. والبعض الآخر ـ وهم غالبا من «النفسيات» والمغرضين ـ قالوا إنه لا وجه للمقارنة بين الأمرين أو اللعبتين، وإن الأمر مرتبط فقط بهوايات رئيس الهيئة، فلو كان عاشقا لجمع الطوابع لتبنت الهيئة بطولة المملكة لجمع الطوابع، ولكتب الإعلاميون الرياضيون مطولات عن فوائد جمع الطوابع على الصحة العامة، وأن كل الأوراق تتمنى لو أنها طوابع بريد حتى تستطيع السفر إلى كل مكان، ولرأينا الضيوف الحصريين للبرامج التلفزيونية يخبرون الناس أنهم كانوا طوابع بريد في حياة أخرى.
والحقيقة أيها الناس أني لست مع أي من الرأيين، فالبلوت لعبة شعبية يمارسها كثير من السعوديين، وإن كانت في الآونة الأخيرة تراجعت مفسحة المجال للألعاب الالكترونية وغيرها من الألعاب. وتشترك مع أشياء كثيرة في أن أغلب السعوديين يمارسونها بشغف رغم أن «الفتاوى» بتحريمها وتحريم لعبها كانت أكثر من عدد أوراق اللعب، ووصل الأمر إلى تأليف كتب عن «خطر البلوت»، وأنه صنيعة الغرب الكافر للقضاء على الشرق المسلم.
لكني لا أميل لفكرة البطولة رغم كل هذا الشغف، فهي لعبة الناس التي يجب أن تبقى للناس ويلعبوها في بيوتهم واستراحاتهم وجلسات سمرهم وحتى في غرف التوقيف وزنازين السجون وألا تصبح هي الأخرى «لعبة» نخبوية تسيطر عليها الأموال وصناعة النجوم والتسويق.
لم يدر يوما في خلد الكدادين الذين كانوا يجتمعون في «القهاوي» يلعبون البلوت ويشربون الشاهي ويشتمون بعضهم البعض أن لعبتهم ستصبح لها بطولة رسمية تتبناها الدولة ولها رعاة وتتناقل أخبارها وسائل الإعلام. صحيح أن البعض يعتبر «تسليع» الأشياء خطوة للأمام، ولكني ومعي الأخوة الكدادين ـ كما أظن ـ لا نتفق مع هذه التوجه ونحب أن تبقى الأشياء على حالتها التي أحببناها فيها.
وعلى أي حال..
اتفق الجميع في استراحتنا ـ وهم نادرا ما يفعلون ـ أن النتيجة المرجوة من هذه البطولة هي توحيد قوانين البلوت لتكون مرجعا معتمدا للحيارى، فليس بعد قوانين البلوت المعتمدة من الحكومة مجال للاجتهاد، ثم إني أطمح أيضا في إصدار نشرة للشتائم المقبولة أثناء اللعب، وأوقات استخدامها لأنها جزء من اللعبة، ووجود الروح الرياضية في البلوت يفسدها ويجعلها أشبه بلعبة رياضية مملة مثل كرة القدم.
@agrni
