مانع اليامي

أتيس من تيوس البياع

الثلاثاء - 20 فبراير 2018

Tue - 20 Feb 2018

المهم ليس كيف ننظر لأنفسنا؟ كيف ينظر الناس لنا أولى بالاهتمام والمراجعة. البعض ينطبق عليهم المثل القائل «أتيس من تيوس البياع» والمقصود من المثل واضح، ويحتمل أكثر من الدلالة المباشرة على غياب الفطنة أو العجز عن تدبير الأمور..

يظهر لي أن المثل أكثر قربا إلى ذلك الإنسان المتمادي في ممارسة الخداع المقرون بالقناعة في عدم انكشاف أمره، وهذا يصور المعنى الحقيقي للغباء، وبموجب هذا الرأي إن صح إبداؤه يجوز الإسقاط مباشرة على الأشرار الأغبياء الذين لا يلفت نظرهم تنبيه ولا تحذير.

الشيء بالشيء يذكر وليس هناك من أحد أقرب لاستقبال المثل في شكله ومبناه غير ذلك الشخص الذي لا يدرك سعة عين المجتمع ويصد عن النصح. أتيس من التيوس كلها ذلك الذي يحاول خداع من حوله بالتصرفات المتلونة، ويظن أن الباطن المحمل بالسوء مدفون لا تمسه التعرية.

اليوم الوضع مختلف والمجتمع الصغير أو الكبير يضم شرائح قادرة على قراءة الأفكار وتشخيص التصرفات حتى على مستوى الأسرة الصغيرة، لن تقوى محاولات الخداع على البقاء إلى غير أجل.

الراصد من داخل المجتمع سيكتشف الكثير، ثمة من يظهر حسن النوايا وسرعان ما ينكشف أمره على بداية أعتاب أصغر تجربة ويثبت وقتها العكس المشين، «أدعياء الأخوة» الذين يختلون من حولهم بالخبث والأساليب الواطية هم الأسوأ، وأتيس من غيرهم، وقد ظنوا أن المجتمع لا يستطيع التحري والوقوف على الوقائع، لن أمدد الحديث في هذا الجانب ليقيني أن الحالات كثيرة، وللبعض تجاربهم الخاصة، والمشكلة الأكبر أن تجد من يعتقد أن ما يخفي من حقد وحسد إما على بعض مجتمعه، أو أحد من أقاربه حالة عصية على الانكشاف، الاختبار هنا من السهولة بمكان، ويمكن عبر قياس ردود أفعال البعض على نجاحات أقاربهم أو إحرازهم القبول في المجتمع مثلا الوصول إلى نتيجة كافية، في العموم الوضع لا يحتمل التعميم الكثير، الكثير من المجتمع هنا وهناك فيهم خير والنفوس مطمئنة.

ختاما، صاحب رحلة الذهاب والإياب في نفس الطريق الخطأ أتيس من تيوس البياع.. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]