الأزمات المفاجئة.. "شكشوكة"!

مثل كل دول العالم تحصل لدينا أزمات، لكن أزماتنا المحلية تأتي دوما موغلة في الغرابة والدهشة، وأحيانا الطرافة، فأزماتنا تأتي دون أسباب واضحة، وتنتهي أيضا دون حلول

مثل كل دول العالم تحصل لدينا أزمات، لكن أزماتنا المحلية تأتي دوما موغلة في الغرابة والدهشة، وأحيانا الطرافة، فأزماتنا تأتي دون أسباب واضحة، وتنتهي أيضا دون حلول

الأربعاء - 25 فبراير 2015

Wed - 25 Feb 2015



مثل كل دول العالم تحصل لدينا أزمات، لكن أزماتنا المحلية تأتي دوما موغلة في الغرابة والدهشة، وأحيانا الطرافة، فأزماتنا تأتي دون أسباب واضحة، وتنتهي أيضا دون حلول.

ففي خلال الأسابيع الماضية حدثت لدينا أزمة غاز، وأزمة بيض، تذمر الناس، تململوا، الطريف في الأمر أن شركة الغاز لا تعرف السبب، ومزارع الدواجن أيضا، أنا بدوي أعرف أن الغاز ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، وأعلم أن عدم الحصول على الغاز يستحق مسمى أزمة.

ما لم أفهمه كيف أصبح عدم وجود البيض أزمة، عدم وجود الغاز يعني أنك لن تستطيع أن تطهو غذاءك، لكنني متأكد أن الغذاء ليس هو «الشكشوكة» أو «المسلوق» أو حتى «بيض عيون»، كفانا الله وإياكم شر العيون، سواء التي في طرفها حور أو النوع «الحار».

وانحيازي للغاز على حساب البيض لا يعني أن تمر أزمة الأخير دون أن نعرف السبب، رغم أنني في هذه الحالة (حالة أزمة البيض)، أؤمن بنظرية المؤامرة، فلا شك عندي أن المتسبب هو الدجاج المتآمر مع جمعيات حقوق الحيوان الغربية، التي اقترحت على الدجاج أن (يحدد النسل) حتى يحصل على حقوقه أولا، وكي يرتفع سعر البيضة وينافس برميل النفط ثانيا، هذا التبرير مقبول ومنطقي أيضا لسبب بسيط، والسبب أن لا أحد يستطيع أن يجبر السيدة الدجاجة أن تبيض (زيادة الإنتاج) رغم أن التعدد مسموح في عُرف الدجاج، أي إن أزمة الدجاج مفتعلة، والمتسبب فيها هو (الدجاج) – الديوك براء من المؤامرة - وهذا أمر مريح جدا بالنسبة لي كمستهلك، فمعرفة المشكلة هي جزء من الحل.

لكن عندما وصلت لأزمة الغاز لم أجد مبررا ساخرا يقنعني، فالغاز نحن نستخرجه، ونحن أسياد أُوبك (وتاج راسها)، وهذا يعني أن خطوط إنتاج الغاز لم ولن تخضع لضغط جمعيات حقوق الغاز، وخطوط الإنتاج لا يمكن أن تستخدم منطق الدجاجة وتقول (كيفي لن أبيض)، كتبنا (سين) السؤال، وما زالت (جيم) الجواب أرضا جرداء لم يمسسها حرف أبجدي يقول السبب.

وهنا قد يصفعني أحدكم: الأزمة انتهت..نعم انتهت، لكن دون معرفة أسباب حدوثها ستكون أزمة محتملة في أي وقت، فنحن يوجد لدينا ما أسميته في مقال سابق (الأزمة المناوبة)، فكل ما تجاوزنا أزمة، نفاجأ بأخرى غير متوقعة على الإطلاق، احسبوا خلال عام مضى كم مرة حدثت أزمة، أزمة حديد، أزمة شعير، أزمة ماء، ثم غاز وبيض، وهكذا ما إن تختفي أزمة حتى تظهر الأخرى، وكأن هناك متخصصا في تدوير الأزمات وتكريرها، والرابط بين كل هذه الأزمات أنها تأتي فجأة (فجأة رغم أنها متكررة ومتوقعة)، وتنتهي دون معرفة أسباب حدوثها!أنا مستعد أن أقنع الوالدة الحبيبة أن تستغني عن الغاز عاما كاملا، وأن لا أتعاطى (الشكشوكة)، وأن لا أستحم لسنة قادمة..فقط مقابل أن أعرف سبب حدوث هذه الأزمات!