شح المياه يرهق جيوب أهالي المظيلف

السبت - 17 فبراير 2018

Sat - 17 Feb 2018

تفاقمت أزمة شح المياه في مركز المظيلف الواقع شمال محافظة القنفذة التابعة لمنطقة مكة على الساحل الغربي، في حين أنه لا يبعد عن مياه البحر الأحمر سوى ستة كيلومترات، مما حدا بالأهالي اللجوء إلى الآبار الملوثة، أو مياه التنقية التي تحتوي على نسبة عالية من الكلور، بحسب ما ذكره عدد من السكان.

مياه ملوثة

وقال المواطن إبراهيم الزبيدي إنه منذ سنوات ونحن نسمع عن مشاريع المياه في المظيلف، ولكن الواقع مرير، فالبئر التي كانت مصدر المياه لخزاننا القديم تم طمرها، وإنشاء خزان أكبر من سابقه بعد أن قيل لنا إن المظيلف كبر حجمه وزاد عدد سكانه، وسيزود المركز بالمياه من الآبار في وادي ناوان، إلا أن هذا المشروع لم ير النور وفشل فشلا ذريعا، فاضطررنا للبحث عن مصادر أخرى، ولم نجد أمامنا سوى الصهاريج لقضاء احتياجاتنا، كالغسيل والنظافة والاستحمام على الرغم من أنها مكلفة ماديا وملوثة بارتفاع نسبة الكلور.

وأوضح محمد الراشدي، أنهم تقدموا بعدد من الطلبات إلى فرع المياه بالقنفذة لحل معاناة السكان مع شح المياه، إلا أنه لا توجد لديهم حلول سوى قولهم إن المركز لديه شبكة مياه سيتم إصلاحها وتشغيلها قريبا، مضيفا أن هذا الكلام نسمعه من المسؤولين منذ سنوات، ولكن على أرض الواقع لا يحدث شيء يدعو للتفاؤل، مبينا أن سكان الهجر خارج المظيلف يمنحون «كروت سقيا» لا تتجاوز ستة صهاريج طيلة العام.

وقال خالد العامري - من سكان منطقة البلد في المظيلف - إن مياه الشرب تشكل هاجسا كبيرا للسكان، فنحن أمام خيارات صعبة، فإما أن نلجأ إلى زجاجات المياه المعدنية المكلفة، أو محطات التنقية والتي تديرها عمالة غير مدربة، فبدل أن يتم تعقيمها بالكلور، تلوث بكميات كبيرة من هذه المادة السامة، والتي قد تتسبب في إصابة المواطنين بالفشل الكلوي، مطالبا مديرية المياه بمكة بالمسارعة بتحديث شبكة مياه المظيلف وتوسعتها لتتناسب مع ازدياد مساحة المدينة وازدياد عدد سكانها.

محطة القنفذة

بدوره أكد سالم بايحيى أنهم منذ زمن يشاهدون أمامهم أراضي مسورة تمتد من شاطئ راس محيسن بدوفة حتى داخل حدود مركز المظيلف، وقيل لهم في وقت سابق إنها لمشروع محطة تحلية، لكنه مات قبل أن يرى النور، وعلى الرغم من اليأس الذي يخيم على السكان، كان يحدونا بريق من الأمل عند إنشاء محطة القنفذة بإمدادنا ولو بالقليل منها، إلا أن قرار المسؤولين كان مجحفا بحق أكبر مراكز محافظة القنفذة مساحة وسكانا، وتم استثناؤنا من الاستفادة من هذه المحطة.

وأضاف «ظننا فيما بعد أنه سيتم إمدادنا بالتحلية عن طريق الشعيبة، ولكن تبخرت أحلامنا، فلا من ماء تحلية القنفذة ارتوينا ولا من الشعيبة سقينا».

ضعف الإنتاجية

من جهته أوضح المتحدث الإعلامي لمديرية المياه بمنطقة مكة عمر المعبدي، أن مشروع المياه بمركز المظيلف يعمل حاليا، ولكن هناك ضعفا في إنتاجية الآبار بسبب نضوب المياه وتأخر هطول الأمطار وزيادة الطلب على الماء لخمس قرى يغذيها المشروع القائم.

وأكد أن هناك مشروع سقيا بواسطة الصهاريج المجانية يخدم مركز المظيلف ويغطي ست قرى بعدد 1246 صهريجا شهريا، وكذلك أخذ بالاعتبار زيادة الردود في العقد الجديد الذي سيطرح بعد انتهاء العقد الحالي بواقع 2000 رد خلال الشهر الواحد، ويغذي نحو 70 قرية بالمركز، مضيفا بأنه طبقا للاستراتيجية الوطنية للمياه سيتم الانتهاء من إعداد الدراسات اللازمة لعمل خزان استراتيجي أرضي سعة (20000)م3، وشبكة مياه لمركز المظيلف، وكذلك لخزان علوي آخر سعة (2000)م3، وهي جاهزة للطرح في منافسة عامة حال توفر الاعتمادات المالية اللازمة.