العالم على حافة الهاوية في ميونخ 2018

الجمعة - 16 فبراير 2018

Fri - 16 Feb 2018

يجتمع نحو 20 من رؤساء الدول والحكومات إلى جانب 75 وزيرا للخارجية والدفاع في الدورة الـ 54 لمؤتمر ميونخ للأمن الذي بدأت فعالياته أمس، بمشاركة المئات من خبراء الشؤون العسكرية والأمنية.

وتتضمن أعمال المؤتمر، الذي يستمر 3 أيام، سلسلة طويلة من ورش النقاش والمداخلات، منها ما يتعلق مباشرة بالنزاعات والتغيرات في المنطقة العربية والجوار الأوروبي ودور القوى الناشئة وتغير ميزان القوى العسكري في العالم.

وسيمثل الولايات المتحدة في المؤتمر هربرت رايموند مكماستر وهو جنرال بارز كان يشغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترمب العام الماضي، إلى جانب وزير الدفاع جيمس ماتيس وهو جنرال متقاعد.

وبينما ينظر إليه على أنه صوت الاعتدال في البيت الأبيض، يتخذ مكماستر خطا متشددا حيال كوريا الشمالية، ويؤكد أن الخيار العسكري ما زال مطروحا على الطاولة. ويؤيد أيضا مواصلة العمليات الأمريكية في أفغانستان.

ومن المرجح أن يشدد العسكريان الأمريكيان من موقف واشنطن الذي يطالب دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بزيادة إنفاقها العسكري، مع اتخاذ نهج أقل حدة في المواجهة عن موقف ترمب تجاه الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.

ويمثل وزير الخارجية الروسي المخضرم سيرجي لافروف لاعبا رئيسا في اجتماع متوقع مع نظرائه الألماني والفرنسي والأوكراني لبحث الأزمة شرق أوكرانيا.

ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو هو واحد من أشد منتقدي الاتفاق النووي الدولي مع إيران، حيث ينظر إلى هذا البلد بأنه ينشر الحروب في مختلف أنحاء المنطقة. وسوف يشكل سقوط طائرة إسرائيلية هذا الأسبوع على سوريا وسقوط طائرة إيرانية بدون طيارعلى إسرائيل خلفية لمساهمة نتنياهو في المؤتمر. غير أن فضيحة مثارة داخليا وتعثر عملية السلام في الشرق الأوسط منذ نحو 4 سنوات تلقيان بظلالهما على حضوره.

وينظر إلى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف على أنه مهندس الاتفاقية النووية التي أبرمتها بلاده مع المجتمع الدولي، وشهدت رفع العقوبات بشكل جزئي عن طهران.

ويشارك ظريف في مؤتمر ميونخ في ظل التوترات الحالية مع إسرائيل، التي تفاقمت بسبب انغماس إيران في الصراع السوري والشأن اللبناني.

وسيمثل ألمانيا في المؤتمر القائم بأعمال وزير الخارجية زيجمار جابريل، مع استمرار عملية طويلة لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة. وستكون السياسة المحلية محور اهتمام جابريل، حيث يمثل الدولة المضيفة في غياب المستشارة أنجيلا ميركل التي لا تتمتع حاليا بنفوذ قوي.

كما سيحضر الاجتماع زعيمة أخرى لا تتمتع بنفوذ قوي وهي رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، التي تحضر شخصيا بدلا من إرسال وزير خارجيتها بوريس جونسون.

ووصف رئيس مؤتمر ميونخ للأمن التغيرات التي شهدتها الساحة الدولية بأن «العالم بلغ حافة الهاوية ثم تراجع»، وهو عنوان تقرير المؤتمر.

كما كتب رئيس المؤتمر، السفير وولفجانج ايشينجر، في تقديمه التقرير، أن العالم «قارب هاوية تفجر نزاع كبير»، حيث تصاعدت حدة التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

كذلك أشار في التقرير إلى أن عام 2018 «قد يشهد حل بعض النزاعات أو المزيد من التصعيد».

«في أوروبا لا يزال التوتر مرتفعا مع روسيا، فيما تواصلت الحرب في أوكرانيا. وأظهرت القوى الكبرى نزوعا إلى انتهاك اتفاقات خفض التسلح. وبرزت من ناحية أخرى مخاطر الهجمات الالكترونية».

وولفجانج ايشينجر