فواز عزيز

أسهل الحلول لإصلاح التعليم العالي

السبت - 10 فبراير 2018

Sat - 10 Feb 2018

• أدرك أن وزير التعليم كان يعلم جيدا بمشكلات التعليم العالي، ويعرف الحلول قبل أن يصبح وزيرا للتعليم بقسميه «العام، والعالي»، وقد تحدث عن ذلك في كتابه «التعليم العالي في السعودية.. رحلة البحث عن هوية».

• ويبدو أن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى أدرك - مؤخرا- أن مخرجات الجامعات لا تخدم سوق العمل ولا يمكن إصلاح حال الجامعات لتتواءم مع متطلبات سوق العمل وحاجة الوطن، لذلك ذهب إلى أسهل الحلول، فطالب خريجي الثانوية العامة بالالتحاق بمؤسسات التدريب المهني والتقني، كما نشرت «الوطن».

• وقالها صراحة معالي الوزير بأن التعليم التقني والمهني قد يوفر فرصا أفضل مما توفره الجامعات في بعض التخصصات، مبينا أن فرص توظيف المتخرج في الكليات التقنية أفضل، إضافة إلى أن المجالات التقنية التي يتطلبها الاقتصاد الوطني أصبحت متعددة ومتنوعة.

• إلى هنا وكلام معالي وزير التعليم جميل ومقنع ويعتبر أسهل الحلول لإحدى مشاكل التعليم العالي المعقدة، لكن هذا لا يعني بأن يترك الوزير الجامعات تغرق المجتمع بتخريجها العاطلين والعاطلات، فلا بد أن يطالبها - كما يطالب طلاب الثانوي- بأن تراجع مخرجاتها وتدرس حاجة سوق العمل وإلا ستكون عبئا على الوطن واقتصاده ومصدر معاناة للمواطن..!

• الوزير العيسى

تحدث في حفل تدشين هوية المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، عن تغير نظرة المجتمع للتعليم المهني، مشيرا إلى أن هذا التغير ناتج عن التغير الثقافي الكبير، والحقيقة أن التغير في النظرة ليس ناتجا عن تغير ثقافي في المجتمع، بل ناتج عن انعدام الفرص الوظيفية لخريجي الجامعات التي لا تزال تخرج المزيد من العاطلين والعاطلات، حسب رأيي الشخصي المعرض للصواب والخطأ..!

• يقول الوزير إن البرامج التقنية أصبحت جذابة للشباب لما توفره من بيئة تعليمية متقدمة وما توفره من تقنيات حديثة ساهمت في تحسين الصورة النمطية عن التعليم التقني والمهني، ومعاليه أعلم بذلك بحكم أنه رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، لكنه لم يحاول إقناعنا بكلامه بذكر الأرقام السابقة والأرقام الحالية لطلاب الكليات التقنية؛ لنقتنع بأن التعليم التقني والمهني أصبح جاذبا..!

• محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور أحمد الفهيد، تحدث عن أن منافسة المؤسسة بدأت على مستوى المناطق، وقريبا ستنافس دوليا، من خلال جودة مخرجاتها، ولم ينس التحديات والمعوقات التي تواجهها، مؤكدا أنها تعمل على تخطيها للمساهمة بشكل إيجابي في اقتصاد المملكة، لكنه لم يبين ما هي التحديات..!

• أحاول أن أقتنع بكلام معالي محافظ المؤسسة، لكن مبنى كلية التقنية قرب مدينتي الذي لا يزال قيد الإنشاء منذ 10 سنوات يمنعني من الاقتناع بفكرة التنافس المحلي..!

• وكشف الفهيد أن المؤسسة تخرج سنويا «آلافا» من الطلاب، لم يذكر رقمها، وأضاف أن لدى المؤسسة أكثر من 160 ألف طالب وطالبة في تخصصات نوعية مناسبة لسوق العمل، مبينا أن المؤسسة قامت بإجراء دراسات مسحية على خريجي المؤسسة واكتشفت أن 64% من الخريجين يعملون في القطاع الخاص، وحوالي 19% من الخريجين التحقوا بالقطاعات العسكرية، وأقل من 3% التحقوا في قطاعات وزارة الخدمة المدنية، أما النسبة المتبقية فلم تستطع الدراسات الوصول إليها.. وهنا يظهر لنا بأن معالي المحافظ تجنب ذكر العاطلين، وهرب من هذه الكلمة إلى أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى معلوماتهم، وكأنه يحاول أن يقول: جميع خريجي المؤسسة حصلوا على وظائف، حتى الـ 14% الذين لم يحصلوا على معلومات عن وظائفهم..!