أحمد صالح حلبي

ما جدوى بلاغات الأمانة؟

السبت - 10 فبراير 2018

Sat - 10 Feb 2018

قبل فترة مضت نشر خبر صحفي يتحدث عن إدخال أمانة العاصمة المقدسة خدمات تلقي البلاغات عبر «الواتس اب»، وقيل حينها إن هذه الخطوة تعد الأولى من نوعها على مستوى الدوائر الحكومية، ولا أعرف أي دوائر حكومية؟ أهي المرور الذي سبق الأمانة بفترة طويلة، أم وزارة التجارة والاستثمار، أم هي قطاعات حكومية لا ارتباط مباشرا لها مع المواطنين.

وأشار الخبر حينها إلى أنه «بادرت إدارة خدمة العملاء بأمانة العاصمة المقدسة باستحداث خدمة جديدة وفريدة من نوعها وهي استخدام التقنية الحديثة في وسائل التواصل الاجتماعي بخدمة الواتس اب وبما ينعكس على العملاء في سرعة استقبال وتمرير البلاغات فور تلقيها من المواطنين.

وأشار المهندس وائل صالح حلواني مدير إدارة الخدمات المساندة بخدمة العملاء إلى أن ذلك يأتي حرصا من الأمانة على الارتقاء شكلا ومضمونا بمستوى أداء الخدمات المقدمة لأهالي مكة المكرمة وبما يتوافق مع رؤية أمين العاصمة المقدسة بتحسين مستوى الخدمات.

وأوضح أن إدارة البلاغات (940) خصصت الرقم (0539400940) لاستلام جميع الملاحظات البلدية على خدمة الواتس اب مدعمة بالصور، مما يسهل على مقدمي الخدمة التعامل مع البلاغات بشكل سريع.

ويشترط لاستلام البلاغ اسم المبلغ ورقم سجله المدني ويفضل إرفاق صورة توضح الملاحظة.

ومثل هذه الكلمات شجعت الكثيرين على التواصل مع أمانة العاصمة المقدسة، وكنت واحدا من الذين اعتقدوا أن تقديم بلاغ عن حالة سيجد ردا أو تجاوبا سريعا، لا أن تتعامل الأمانة مع البلاغات كتعاملها مع المعاملات، وسيسير وفق الإجراءات والنظم المتبعة في التعامل مع البلاغات بالقطاعات الحكومية الأخرى، سواء العسكرية منها كالشرطة والمرور والدفاع المدني، أو المدنية كوزارة التجارة والاستثمار وغيرها، بالوقوف على الحالة ساعة إرسال البلاغ.

غير أن تجربة فعلية عشتها أكدت عكس ما كنت أتوقعه، فالأمانة تتعامل مع البلاغات كتعاملها مع المعاملات الورقية الواردة، فرغم أن البلاغ يتعلق بقضية بيئية متمثلة في تسرب مياه، وتم إرساله يوم الخميس نهارا وتحديدا عند الساعة 12:16، وتلقيت رسالة تؤكد عمل البلاغ واستلامه إلا أن التعامل معه ومعرفة الحالة والوقوف عليها تأجلت حتى الأحد!

فإن كانت البلاغات لا يتم تنفيذها خلال ساعات، ولا أقول دقائق كبقية القطاعات الحكومية الأخرى، فما جدوى وجود غرفة للبلاغات وموظفين وبلاغات يرسلها المواطنون؟

وإن كانت عملية تسرب مياه بالشارع بكميات كبيرة لا تستدعي وقوف ممثل الأمانة على الحالة ومعالجتها، فما الحالات التي يباشرها حال تلقيه البلاغ؟

وما جدوى مطالبة المواطن عند إرسال بلاغه، بضرورة تدوين اسمه ورقم هويته واسم الحي إن كانت الأمانة لا ترغب في التحقق من بلاغه والوقوف على الحالة؟

وإن كان الهدف من إدخال خدمات الواتس اب لتلقي البلاغات هدفا دعائيا فلا حاجة لمطالبة المواطنين بالتواصل معه، أما إن كان الهدف خدميا فأين هي الخدمة المقدمة؟

آمل أن تسعى الأمانة لتفعيل هذه الخدمة، أو إلغائها، فالمواطنون ليسوا بحاجة لدعايات، ويكفي ما يصلهم من رسائل دعائية كل يوم.