دخيل سليمان المحمدي

ناقتنا أجمل من ناقتكم

الجمعة - 09 فبراير 2018

Fri - 09 Feb 2018

شهد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في الصياهد الجنوبية للدهناء ما أسماه عدد كبير من المتابعين بـ(ديربي الغضب) الذي أقيم للتنافس على لقب أجمل ناقة في مزايين الإبل، فعندما سمعنا بتسمية هذا التنافس بديربي الغضب استنكرنا وتعجبنا من ذلك وقلنا (الله لا يجيب الغضب)، ولكن عندما احتدمت المنافسة اتضح لنا فعلا أنه اسم على مسمى لما تسبب من ردود أفعال غريبة صحبها التهكم والسب والشتم والقذف بين مؤيدين ومشجعين ومعارضين، أنا هنا لست ضد الانتماء والافتخار المشروع بالقبيلة كوحدة اجتماعية متماسكة تعبر عن نموذج متجانس من العادات والتقاليد والأعراف لمجتمع ما، ولكن ضد تجاوز هذا الانتماء والتفاخر في كثير من المواقف الاتصالية المباشرة وغير المباشرة دائرة الزهو بالذات، إلى التعصب البغيض، والانتقاص من الآخرين، والنظرة إليهم بشكل دوني لا يليق، وضد ما يزيد ذلك استياء من نشر قنوات الجهل الشعبية التي تخصصت بتوثيق وعرض الاحتفالات والرقص والمسيرات واللافتات والشيلات والمباركات من أجل أن الشيخ الفلاني راعي الناقة الفلانية التي فازت بملكة الجمال.

هل أصبح من دواعي فخر القبيلة تملك (ملكة جمال النياق)؟ ومن المضحك أيضا أن الهيئة المنظمة للمسابقة اكتشفت أن بعض المشاركين استعانوا بأطباء بيطريين حقنوا بعضا من الإبل المشاركة بمادة «البوتوكس» لزيادة جمالها وجاذبيتها.

مما يجعل رأس الجمل متضخما وغريبا ومميزا، خاصة وأنه ذو أنف وشفاه كبيرة مميزة. هناك من يبرر ذلك بالآية الكريمة (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت..) ولا يعلم بأن الآية الكريمة تدعو للنظر في خلق الإبل كدلالة على قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته، فإن خلقها عجيب، وتركيبها غريب، فهي في غاية القوة والشدة، ومع ذلك تلين للحمل الثقيل، وتنقاد للقائد الضعيف، وتؤكل، وينتفع بوبرها، ويشرب حليبها، وليس للتفاخر بجمالها.