على خطى ترمب.. كراهية الأجانب تحمي وطيس المعركة الانتخابية في إيطاليا

الأربعاء - 07 فبراير 2018

Wed - 07 Feb 2018

nnnnnnnu0645u0627u062au064au0648 u0633u0627u0644u0641u064au0646u064a
ماتيو سالفيني
كان ذلك قبل عام بالضبط عندما شرعت إيطاليا في التوصل لاتفاقية لاجئين اكتنفها جدل واسع، وأصبحت صور القوارب المكتظة بالمهاجرين الذين يعلو الخوف وجوههم أكثر ندرة منذ الصيف الماضي.

ورغم ذلك فإن الكثير من الإيطاليين لا يزالون يرون أن بلادهم بها عدد أكثر من اللازم «منهم»، أي من اللاجئين «غير الشرعيين»، خاصة القادمين من أفريقيا.

أصبح لهذا الخوف، الذي هو عبارة دائما عن رفض المهاجرين، وجه جديد، إنه لوكا تريني، رجل أطلق النار من سيارته في مدينة ماشيراتا الصغيرة في منطقة ماركي على مهاجرين عدة.

الاتهام الموجه لهذه الرجل هو «الكراهية العنصرية»، قال إنه أراد الانتقام للفتاة الإيطالية التي قتلت عن 18 عاما، والتي يقال إن نيجيريا قطعها إربا وأخفاها في حقيبتين.

أعطت هذه الجريمة قضية اللاجئين زخما جديدا في المعركة الانتخابية، فالأمر لا يتعلق بحالة فردية، لا يتعلق بـ»مضطرب نفسيا» كما رأى رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني، الذي أصبح في أوج الحملة الانتخابية، وذلك لأن بيرلسكوني نفسه اعتبر أعداد اللاجئين غير الشرعيين «قنبلة اجتماعية» توشك على الانفجار، ورأى أن المهاجرين يحبون ارتكاب الجرائم.

أبرم بيرلسكوني الذي يرأس حزب «فورزا إيطاليا» (للأمام إيطاليا) خلال المعركة الانتخابية تحالفا مع أحزاب معادية للأجانب، مثل رابطة الشمال، وهو التحالف الذي أظهرت استطلاعات للرأي تقدمه.

يرى اليمينيون المتطرفون الهجرة التي لا تخضع للسيطرة هي السبب الوحيد وراء مثل هذه الجريمة التي حدثت في مدينة ماشيراتا، ويلقون باللائمة في ذلك على الذين «ملؤوا البلاد بمهاجرين غير شرعيين»، أي حكومة الاشتراكيين الديمقراطيين. وحذر هؤلاء من احتمال تكرر مثل هذه الجرائم.

المناخ في إيطاليا مسموم قبل الانتخابات المزمعة في 4 مارس المقبل. وحذرت الكنيسة الكاثوليكية من إشاعة جو الخوف والعنصرية في البلاد.

يقول ماتيو فيلا من معهد (أي.إس.بي.أي) الذي يساعد صناع القرار في إيطاليا «الغالبية يؤكدون أن الهجرة، إلى جانب الوضع الاقتصادي، هما أهم أو ثاني أهم موضوع في المعركة الانتخابية».

ورأى فيلا أن محاولة الحكومة الاشتراكية الديمقراطية صرف الأنظار عن هذه المشكلة من خلال الإشارة لانخفاض أعداد المهاجرين الذين يصلون إيطاليا قد فشلت. وأضاف ماتيو «يكفي ارتفاع بسيط في دخل المواطنين للعودة مرة أخرى للحديث عن أزمة».

أظهر استطلاع للرأي أجري لمصلحة صحيفة «لا ريبوبليكا» أن 40% ممن شاركوا في الاستطلاع يرون أن المهاجرين يمثلون خطرا على الأمن العام.

يحمل الجزء الأكبر من المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط إلى إيطاليا.

بلغ عدد هؤلاء اللاجئين أكثر من 119 ألفا عام 2017، ولكن وللمقارنة فإن ألمانيا سجلت أكثر من 186 ألفا و600 لاجئ جديد في العام نفسه.

لم يجد تحذير وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو من الشعبوية صدى خلال قمة الهجرة أمس الأول، والتي جمعت أيضا الدول الأفريقية التي يعبر منها اللاجئون إلى أوروبا، ومقاتلو تنظيم داعش الذين يمكن أن يتسللوا إلى إيطاليا على متن قوارب اللاجئين.

ويركب رئيس حزب رابطة الشمال ماتيو سالفيني، موجة العداء للأجانب. أصبح هذا الحزب الذي أراد سابقا فصل الشمال الغني عن الجنوب الإيطالي الفقير يركز على الشعارات المعادية للأجانب، حيث يريد أن يجمع أصوات الناخبين في الجنوب بهذه الطريقة، لذلك فإن سالفيني يرفع شعار «الإيطاليون أولا» في هذه الانتخابات، مقتديا في ذلك بأسوته دونالد ترمب، الرئيس الأمريكي، الذي رفع شعار «أمريكا أولا».

هناك تلاعب بأعداد خاطئة خاصة باللاجئين، وكل جريمة يرتكبها أحد المهاجرين تصبح حدثا سياسيا.