عبدالله المزهر

استشيروني أيها القطريون!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 06 فبراير 2018

Tue - 06 Feb 2018

أشعر بالأسى والحزن على الحال الذي وصل إليه الأخوة في حكومة قطر، لا أملك أي مشاعر عدائية تجاههم، فأنا شخص مسالم ليس له هدف في هذه الحياة إلا الستر وجمع ما تيسر من الأموال، الشفقة هي الكلمة الأكثر ملاءمة للحال المزرية التي وصل إليها الإعلام القطري بشقيه (الإعلام الرسمي وإعلام الظل).

وأذكر أني في مقال سابق عرضت خدماتي للعمل كمستشار لدى الحكومة القطرية، لكي أنقذهم من الوضع البائس الذي يعيشونه، وفي الوقت ذاته فمن المؤكد أني سأحصل على بضعة ملايين من الريالات تساعدني على التفكير بشكل أوضح. وقد أثبتت هذا كثير من الدراسات التي قامت بها منظمة (تأثير الفلوس على النفوس)، وهي منظمة قمت بإنشائها قبل يومين في ماليزيا للترويج لنفسي كمستشار للحكومات المرتبكة.

والعرض ما زال مستمرا وقائما، وخدماتي متاحة في أي وقت يطلبون مني ذلك، وكإثبات لحسن النوايا ـ وهو أمر اعتدت عليه ـ فإني سأقدم بعض الاستشارات المجانية التي آمل أن تكون مغرية للجانب القطري للبحث عن المستشارين المحترمين أمثالي.

بداية فإن اختراع منظمات وهمية فكرة غاية في الغباء والسذاجة، وتبدو مكشوفة أكثر مما ينبغي، ولذلك فلو كنت مستشارا لهم لأخبرتهم أن مخترع هذه الفكرة يريد أن يجعلهم أضحوكة بشكل أو بآخر، وأن الانسياق خلفها والترويج الإعلامي لها هو وقوع في الفخ الذي ينصبه المستشارون الذين ليس لديهم نوايا حسنة مثل نيتي ناصعة البياض.

الأمر الآخر هو أني سأنصحهم بتجنب الحديث عن بعض القضايا، لأن الحديث عنها له تأثير عكسي، على سبيل المثال حين نريد أن نسيء للسعودية ونخترع منظمات لهذا الغرض فيجب أن نختار أي موضوع آخر غير الحج والحرمين، لأن هذا الموضوع بالتحديد لا يمكن أن نجد فيه مآخذ على السعودية أو تقصيرا نستطيع الانطلاق منه نحو التأجيج. وسنخسر بكل تأكيد أي فرصة للتعاطف المجاني من قبل الآخرين. وفكرة الاعتماد الدائم على التعاطف «مسبق الدفع» ضررها أكثر من نفعها، لأن الذي يبيع مواقفه من أجل المال سيبيع لمن يدفع أكثر وليس مضمونا أن نكون نحن من يدفع أكثر دائما.

سأنصحهم أيضا بأن يعيدوا النظر في فكرة أن قناة الجزيرة ما زالت أسطورة إعلامية، فقد بدت في هذه الأزمة متهاوية ضعيفة تطارد الوهم مهنيتها أقل من مهنية صحيفة حائطية، الجزيرة التي كانت في نظر البعض نقلة إلى الأمام أصبحت تدار بعقلية ما قبل اختراع الانترنت، حيث الترجمات المزيفة والتقارير المضحكة التي يمكن لأي متابع أن يجد ما ينفيها بسهولة. هذه الآلة الإعلامية الضخمة التي كانت تبدو كأسطورة استطاع بضعة مغردين في تويتر أن يجعلوا منها أضحوكة.

وعلى أي حال..

الاستشارة الذهبية التي أكررها مرارا وتكرارا، وأقدمها مجانا في كل مرة، هي أن قطر جميلة بشعبها وناسها، ولا يعيبها قلة سكانها ولا صغر مساحتها، وبإمكانها أن تكون دولة رائدة متقدمة في مجالات كثيرة، وأن تصنع سمعة حسنة إن هي عرفت إمكاناتها وانشغلت بنفسها وتركت عنها الفكرة التي يحاول تمريرها المستشارون ـ غيري بالطبع ـ وهي فكرة أن قطر دولة عظمى ستسيطر على العالم، لأن هذه الفكرة لا يمكن أن تكون منطقية حتى في أفلام الرسوم المتحركة.

@agrni