هل ستقلب برامج التوطين معادلة البطالة إلى البحث عن موظفين؟

الجمعة - 02 فبراير 2018

Fri - 02 Feb 2018

فيما أشار مختصون إلى أن النشاطات الـ12 الجاري العمل على توطينها ستسهم في توظيف عشرات الآلاف من السعوديين، توقعوا أن تقلب البرامج التي أطلقتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لتوطين قطاعات وأنشطة بالكامل، معادلة البطالة والبحث عن وظيفة إلى البحث عن عاملين.

ودعوا الوزارة إلى التنسيق مع أصحاب المنشآت العاملة في ذات المجال المستهدفة بالتوطين الكامل لمعرفة مدى إمكان سعودتها فعليا وقبول الشباب العمل فيها.

وذكروا أن من بين الأنشطة المستهدفة بالتوطين محلات بيع الأجهزة الطبية، حيث تتطلب عمالة متخصصة ومؤهلة، وهذا يحتاج إلى وقت أطول من المهلة الممنوحة للمنشآت، والتي تنتهي بنهاية العام الهجري الحالي. أيضا هناك وظائف قد لا تناسب السعوديين مثل أعمال نقل وتركيب السجاد والموكيت باعتبارها أحد الأنشطة المستهدفة بالسعودة، حيث إن هذه الأعمال تتطلب عمالة رخيصة راتبها في حدود 1500 ريال وهو ما لا يقبله الموظف السعودي.

زيادة الطلب على العاملين

وأفاد المختص بالموارد البشرية ماجد المجدي بأن الخطوات التي أجرتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مثل توطين محال الجوالات والذهب والمنشآت السياحة، وكذلك المحالات التي تم قصر العمل فيها على السعوديات، وفرت آلاف الوظائف للجنسين.

وأوضح أن إعلان الوزارة أخيرا قصر العمل في 12 نشاطا على السعوديين والسعوديات مطلع العام الهجري المقبل سيغير معادلة الوظائف مقابل البطالة، حيث سيزداد الطلب من قبل أصحاب المحلات على العمالة الوطنية خلال العام الحالي للوفاء بمتطلبات السعودة.

وأشار إلى أن عامل تسرب السعوديين من الوظائف الأهلية إلى الحكومية لم يعد مؤثرا كما كان، حيث تعمل الوزارة على ضبط العمل بالقطاع الخاص من خلال عدة تنظيمات مثل مراقبة الأجور حيث لم يعد التلاعب بأرقام الرواتب متاحا كما في السابق، علاوة على أن خطط

الدولة والتي تهدف إليها من خلال روية 2030 هي خصخصة القطاعات مما يرفع الأمان الوظيفي لدى العديد من المؤسسات والشركات، وهو ما ينعكس على استمرار الشباب السعودي في تلك الوظائف.

فترة تأهيل أطول

من جهته أكد رئيس لجنة البصريات في غرفة جدة سابقا الدكتور محمد بشاوري أن الجميع يطمح بأن يكون جزءا من العناصر التي تحقق رؤية المملكة الطموحة في خلق الوظائف وتقليص البطالة، حيث يصل عدد المحلات التي تعمل في قطاع البصريات نحو 6 آلاف محل في المملكة بواقع 3 موظفين في كل محل أي ستوفر ما لا يقل عن 18 ألف وظيفة تتفاوت رواتبها بين 5 آلاف إلى 12 ألف ريال بحسب المسمى الوظيفي من فني أو أخصائي.

فيما قال بشاوري إن توطين القطاع بحاجة إلى فترة أطول مما حددته وزارة العمل حتى نستطيع أن نخرج شبابا فنيي بصريات، خاصة أننا لا نملك أي جهة كمعهد أو كلية لتخريج فنيي بصريات، مما يتطلب دراسة لا تقل عن 3 أعوام حتى يتم إحلالهم مكان المقيمين في تلك الوظائف.

5 آلاف حد أدنى

وأضاف بشاوري أن الرواتب للفنيين لن تقل عن 5 آلاف على أسوء الأحوال، مشيرا إلى صعوبة توفير فنيين لمعرفة التعاطي مع العملاء وإعطائهم أدق المعلومات في قطاع البصريات وما يتناسب مع كل حالة، مبينا أن هناك فئة الأخصائيين، والذين إن وجدوا تحولوا إلى جهات أخرى أقل في ساعات عمل من هذا القطاع، لذا فمن المهم أن تنظر الجهات المسؤولة بعين الاعتبار إلى تلك النقاط لمواجهة التحديات، حيث إن توطين هذا القطاع مهم، كونه ليس فقط مبيعات تجزئة بل هو جزء لا يتجزأ من القطاع الصحي.

قبول طالبي الوظائف

من جهته توقع عضو لجنة المفروشات والأثاث المنزلي في غرفة جدة سابقا يحيى مقبول أن يخلق سعودة قطاع السجاد والموكيت بكافة أنواعه فرصا للمواطنين، إلا أنه نوه إلى ضرورة معرفة ما إذا كان ذلك مستهدفا من قبل طالبي الوظائف، وخاصة أن هناك وظائف بحاجة إلى عمالة ذات تكلفة قليلة قد لا تتجاوز رواتبها 1500 ريال مثل التوصيل والتركيب ونحوها، لذا نتمنى أن تكون الدراسة أخذت ذلك في الحسبان، لأن هناك محلات صغيرة قد تواجه تحديات مقابل عملية التوطين على عكس الشركات والمؤسسات الكبرى التي لن تواجه مشكلة.

آليات لمواجهة التحديات

وأضاف مقبول أن قطاع المفروشات بشكل عام قطاع ضخم وكبير، فبحسب الدراسات فإن السوق السعودي قد يتجاوز حجم قطاع الأثاث والديكور فيه 15 مليار ريال، ومن ضمنها سوق الموكيت، مما يؤكد قوة ذلك القطاع وضورة أن يكون هناك آليات لمواجهة أي تحد يطرأ حين سعودته، مؤكد أن ما ستخلقه كافة القطاعات المستهدفة هو قلب الموازنة وجعل الوظائف المعروضة أعلى من أرقام البطالة.