من خطب الجمعة

الجمعة - 02 فبراير 2018

Fri - 02 Feb 2018

سرور القلب

«الفرح حالة من سرور القلب وابتهاج النفس تغمر الإنسان بسبب نيل مطلوب أو تحقيق لذة، والأشياء المفرحة في حياة الناس متنوعة، وهي تختلف باختلاف مشاربهم وقناعاتهم ومنطلقاتهم، وكثير من الناس يظن أن الفرح الحقيقي هو الفرح بالأموال والجاه والمناصب والمراكب والدور وغير ذلك من متع الدنيا، والحقيقة أن هذه أفراح قاصرة ناقصة مشوبة بالمنغصات والأكدار لا تصفو ولا تدوم لصاحبها، بل قد تكون هي سبب الشقاء والآلام والأحزان في أحيان كثيرة.

وأكثر الناس غافلون عن أن هناك نوعا من الأفراح لا يشبهه شيء من أفراح الدنيا التي يلهث خلفها اللاهثون، فرح عجيب له جلالته وحلاوته ونداوته إذا تعللت نسماته القلوب، وعبقت برائحته النفوس، وتشربت بطلاوته الأرواح، إنه الفرح بالله والسرور بالرب سبحانه جل في علاه، الفرح بالله وبكل ما يأتي من الله.

الفرح بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبشريعته، الفرح بالقرآن والصلاة والصيام والصدقة وأعمال الخير كلها التي ترضيه سبحانه، هذا هو الفرح الحقيقي الذي يثمر حالة الحبور والسرور والأنس، هذا هو الفرح الدائم الذي لا يزول، والسعادة التي من لم يذق طعمها فما ذاق شيئا من النعيم».

خالد الغامدي - المسجد الحرام

الحياة الآخرة

«إن الموت نهاية كل ابن آدم ونهاية كل حي في هذه الدنيا، وكل يسعى في هذه الحياة لمنافعه وإصلاح أموره ومطالب معاشه، فمنهم من يصلح دينه مع إصلاح دنياه وهؤلاء من آتاهم الله في الدنيا حسنة والآخرة حسنة ووقاهم عذابا، ومنهم من يسعى للدنيا ويضيع نصيبه في الآخرة، ويتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مصيرهم، فكل عمل له أجل ينتهي إليه.

الموت غاية كل مخلوق على الأرض والموت نهاية كل حي في هذه الدنيا وقد كتبه الله حتى على الملكين جبريل وميكائيل عليهما السلام وملك الموت يموت، فالموت آخر الحياة الدنيا وأول الدار الآخرة إذ به ينقطع متاع الحياة الدنيا.

إن الميت يرى بعد موته إما النعيم العظيم وإما العذاب الأليم، فالموت آية من آيات الله الدالة على قدرة الله عز وجل وقهره لمخلوقاته، والموت عدل من الله سبحانه وتعالى تستوي فيه المخلوقات، والموت يقطع اللذات وينهي من البدن الحركات ويفرق الجماعات ويحول دون المألوفات.

الموت مصيبة لا بد منها، وألم الموت لا يقدر أحد أن يصفه لشدته، فالروح تنزع به من العروق واللحم والعصب، وكل ألم شديد هو دون الموت، وإن الله تعالى شاء أن يخرج ابن آدم من الدنيا بالموت ليقطع علائقه منها فلا تحن شعرة منه إليها إذا كان مؤمنا».

علي الحذيفي - المسجد النبوي