بعد الصحوة.. ماذا تبقى من المعيقات؟

الجمعة - 02 فبراير 2018

Fri - 02 Feb 2018

ما زالت عبارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «السعودية لم تكن كذلك قبل 1979..» تسيطر على الرأي العام بشكل مباشر وغير مباشر، ويظهر لنا بعد التأثير الاجتماعي والثقافي المتحفظ والآخر الإيجابي مع هذا الإعلان في قوالب عديدة، ورغم الآثار السلبية للصحوة التي يستطيع المرتابون قياسها في ميدانهم الضيق على مستوى الخدمات والتنظيم والاقتصاد الذي تأخر كثيرا بفعل هذه الثقافة البدائية، إلا أنهم ما زالوا يشكلون قوة سالبة تحاول التأثير على العواطف والأخطاء الاعتيادية، واتهام التغيير الإصلاحي الذي حدث بأنه سبب مباشر لكل السلبيات، كأننا كنا نعيش في مجتمع أفلاطوني لم نر فيه تجاوزات وأخطاء على مر 50 عاما!

الحقيقة التي سيراها الجميع ويلمسها هي التغيير الجذري في واقع المرأة السعودية إلى الأفضل، من خلال خطة التحول وجميع ما آزرها من قرارات تجديدية لأحوالها الشخصية والاجتماعية، ولكن الثقافة الذكورية ستشكل إلى جانب القوة السالبة التي تحاول سحب المجتمع إلى الوضع السابق جزءا من تحديات المرأة خلال العقدين المقبلين، وأبرز ملامحها التنمر الاجتماعي الذكوري الذي انتقل ببركات الانفتاح الرقمي إلى الواقع الافتراضي بكامل سمومه، وكان وما زال عاملا رئيسا في خوف أغلب النساء من الرأي الاجتماعي المتعلق بعمل المرأة وشخصيتها ولباسها وطريقة حياتها، وقد تمثلت لنا قضية «أم نايف» التي صورت مقطعا عفويا مع صديقاتها من أمام بسطتها في المجمعة مثالا فوريا لحجم التنمر الاجتماعي الذي وقع عليها والآراء القاسية بحقها، والتي وصلت لحد اتهامها زورا بالتحرش اللفظي، وخرج من الشريحة نفسها التي تغزلت بـ(إيفانكا ترامب) وجعلت الصحف العالمية تكتب عنا – متهكمة - العام الماضي، أشخاص مرهفون تكسرت رجولتهم وهيبتهم عندما وصفوا بـ «الشهبان» على لسان «أم نايف»، مما دفع الجهة المنظمة هناك لإزالة بسطتها خوفا على سلامتها كما صرح المسؤولون.

سيكون هناك كثير من الوقت ليحدث تخفيف من حدة هذه الثقافة الذكورية التي تجيز لنفسها كل ما تشتهي، فوجود المرأة كشريك فعلي في ميدان العمل، واكتمال التوقيع لباقي المعاهدات الدولية التي تحمي إنسانيتها سيفرضان التغيير الإيجابي، لتتراجع نسبة التنمر الالكتروني الاجتماعي تباعا، وتنمو المهارات الفردية الفعلية في الاتصال وتقدير الذات والمجتمع.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال