علي الغامدي

اخرج من الصندوق

الخميس - 01 فبراير 2018

Thu - 01 Feb 2018

«يجب أن نخطو للخلف ونرى إن كانت حلول مشاكلنا تقع خارج الصندوق» .. كانت هذه أول عبارة استخدم فيها مصطلح الصندوق للتعبير عن نمط التفكير، وقد نشرت في مجلة (أسبوع الملاحة وتقنية الفضاء) الأمريكية عام 1975 ثم أصبحت أكثر رواجا بعد ذلك.

فما هو الصندوق، ومم يتكون، ومن صنعه؟ الصندوق كناية عن التفكير النمطي والاعتيادي، وكل ما تعلمته وجربته في حياتك يقع داخل الصندوق، وما لم تجربه ولم تتعلمه يوجد خارجه. وما تعلمته هو قطرة في بحر ما لم تتعلمه. وهذا يجعل العالم ضيقا ومحدودا جدا داخل الصندوق، وحصر تفكيرك داخله يفوت عليك الكثير من الخير والفرص.

التجارب السابقة تشكل القوالب التي ترسم حدود عقلك، ومن ثم يتعامل معها العقل على أنها ثوابت فيقيد حركته داخلها ولا يتجاوزها. قد تكون هذه الحدود ما يسمى بالعادات أو القوانين أو الواقعية، ومن يتجاوزها غالبا يدخل مجال التفكير الإبداعي الذي تنتج عنه الاكتشافات والاختراعات. ولكن كيف نستطيع الخروج منه؟

الأطفال عادة يفكرون كثيرا خارج الصندوق، لكن الإطارات تفرض على عقولهم نتيجة التعليم الرسمي والعادات الاجتماعية وكثرة القوانين فتقتل التساؤلات لاعتقادهم أن هناك أسئلة محدودة وإجابات محدودة وهي التي توجد في الكتب فقط، فيغيب الإبداع والابتكار ونكتفي بالتكرار والنسخ ممن سبقونا ولا نزيد على حياتهم شيئا.

وما يوجد داخل الصندوق اليوم قد كان خارجه في الماضي، والخروج من الصندوق يحتاج شجاعة وجرأة كبيرة، ويحتاج إلى عقل منفتح أقل مقاومة لإمكانية حدوث احتمالات جديدة؛ لأن داخل الصندوق يوفر الشعور بالراحة والأمان، والخروج منه هو مغامرة محفوفة بالمخاطر ويؤدي إلى مصير مجهول ونتائج جديدة وغير متوقعة. هذا الخروج يحتاج إلى آلة تشبه آلة الزمن لتنقلك إلى عالم المستحيل، وهذه الآلة هي (الخيال).

فقبل عام 1876 كانت محادثة شخص آخر يبعد عنك آلاف الأميال تعد ضربا من المستحيل، والجميع كانوا يعتقدون عدم إمكانية حدوث ذلك، حتى فكر جراهام بيل خارج الصندوق، وحقق ذلك باختراع الهاتف، واليوم أصبح كل شخص يمتلك هاتفه الخاص، واستخدامه لا يثير الدهشة كما كان في السابق، ويقول أديسون مخترع المصباح الكهربائي (يوجد دائما حل يختبئ في مكان ما، يجب أن تعثر عليه).

ومن كان يصدق أن مئات من الأشخاص سيطيرون في الهواء على متن كتلة من الحديد؟ وحدهم من فكروا خارج الصندوق حققوا ذلك.

عام 2018 يعتقد كثيرون استحالة علاج مرض السرطان والإيدز والشلل، وإنتاج الطاقة دون الحاجة للبترول، هل تتفق معهم؟ اخرج من الصندوق.

1 العالم ضيق جدا ومحدود داخل الصندوق

2 نحن نفكر داخل الصندوق لكي نشعرك بالراحة والأمان

3 الخروج من الصندوق يحتاج شجاعة وجرأة كبيرة

4 من يتجاوز حدود الصندوق يدخل مجال التفكير الإبداعي الذي تنتج عنه الاكتشافات والاختراعات

5 الأطفال عادة يفكرون خارج الصندوق

AliGhamdi2@