عبدالله المزهر

الحل المشكلة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 30 يناير 2018

Tue - 30 Jan 2018

تقول الأخبار إن الإدارة العامة للجوازات قد فاجأها العدد المهول من المتقدمات على عدد من الوظائف التي أعلنت عنها، فقد أعلنت عن أربعين ومئة وظيفة، فتقدم لها سبعة ومئة آلاف من الإناث الباحثات عن عمل على منافذ الحدود البرية والبحرية والجوية.

والمفاجأة هي أن تكون هناك مفاجأة، فعدد المتقدمات منطقي ويبدو أقل من المتوقع، لأن أعداد اللواتي يقضين أوقاتهن يتأملن شهاداتهن الجامعية في منازلهن كثيرة جدا، ولو فتح أي مجال للتقديم على عمل في أي مكان لأتين إليه أفواجا أفواجا.

ولو فتح باب التقديم على وظيفة صائد دلافين في الربع الخالي لتقدم لها كثير من الخلق رجالا ونساء.

ومنذ اليوم الأول الذي دخلت كلمة «بطالة» في معجم الكلمات، كان الحل معروفا وبدهيا، وهو توفير وظائف وخلق جو عام يساعد على توفير و»توليد» الوظائف. لكننا نحب اختراع بعض الأشياء التي تشبهنا، وهذا يحسب لنا بالتأكيد، فالمهم هو أن ينقص رقم نسبة البطالة في التقارير السنوية والنشرات الاقتصادية، أما في أرض الواقع فالأمر ليس مهما، ولذلك اخترع ما يسمى «السعودة» أو التوطين، وهي فكرة تعتمد على توظيف السعوديين في الشركات دون عمل حقيقي، مجرد رقم يزيد عدد السعوديين حتى يبدو شكل «نسبة البطالة» أنيقا ومقبولا في صفحات التقارير.

والأمر ليس تحايلا مخفيا، فكثير من الشركات والمؤسسات حين يذهب إليها العاطل باحثا عن عمل يعرضون عليه وظيفة «سعودة» عيانا بيانا. وهذا يعني أن هذه الوظيفة الوهمية نقلت الموظف من خانة العاطلين «ورقيا» لكنه ما زال فعليا عاطلا عن العمل. وهذه مشكلة غبية تتنكر على هيئة حل عبقري.

ومن الطبيعي حين تعلن جهة حكومية عن وظائف أن يتقدم لها حتى الموظفون في القطاع الخاص، لأن الإفلاس والتسريح والفصل الجماعي وتأخر الرواتب ليس أمرا مغريا بالاستمرار. ويبدو لي أن هناك فكرة ما لحل هذه المشكلة ومساواة موظفي القطاع الخاص بالقطاع العام، ولأن تعزيز الأمان الوظيفي في القطاع الخاص يبدو حلا صعبا بعيد المنال فإن الحل المنطقي لدى أصحاب هذه الفكرة «الذهينة» هو تقليل الأمان الوظيفي في القطاع العام.

أتمنى أن توفق إدارة الجوازات في الحصول على أفضل 140 متقدمة للوظائف المعلن عنها، وألا يدخل اليأس إلى قلوب 106860 متقدمة فشلن في الحصول على هذه الوظائف، وأن يجدن يوما ما وظيفة ما في مكان ما.

وعلى أي حال..

أنا واثق أنكم لا تنتظرون مني حلولا، لأنكم أعقل من أن تفعلوا ذلك، كل ما في الأمر أني أقدم بعض النصائح والمواعظ الحسنة لبعض الجهات الحكومية أو الخاصة التي تتفاجأ من الأشياء المعروفة التي لا تفاجئ أحدا ويعرفها الناس أجمعون.

@agrni