المعلمي: القدس شقيقة مكة والمدينة

قرارات مجلس الأمن لا يمكن تجاوزها بجرة قلم • تدخلات إيران الفاضحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن مستمرة
قرارات مجلس الأمن لا يمكن تجاوزها بجرة قلم • تدخلات إيران الفاضحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن مستمرة

الجمعة - 26 يناير 2018

Fri - 26 Jan 2018

أكدت السعودية أن أي اعتراف بالقدس عاصمة أو نقل سفارة أي بلد إليها هو أمر باطل، وإجراء يؤدي إلى إشعال التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وإلى إضعاف فرص التوصل إلى حل شامل ودائم وعادل يبنى على أساس حل الدولتين.

كما أكدت المملكة في كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي أمس الأول، حول بند المناقشة المفتوحة بشأن «الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية»، وألقاها المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي، أن الأوان قد آن لمجلس الأمن الدولي أن يتخذ موقفا حاسما تجاه إيران، ليؤكد أن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي ويتساهل إزاء الممارسات العدوانية الإرهابية لإيران التي تزعزع الأمن والسلم الدولي والإقليمي، كما أن الوقت قد حان للتعامل بجدية مع حزب الله وكشف عملياته الإرهابية في سوريا ولبنان وأنحاء أخرى من العالم.

قال «أود أن أبين أننا نتفق مع ما ورد أو سيرد في الكلمات التي تقدم بها مندوبو الدول الممثلة للمجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز».

زهرة المدائن

وأضاف أن القدس هي زهرة المدائن وهي ملتقى الأديان السماوية الثلاثة، وهي أو ينبغي أن تكون واحة السلام والتعايش والمحبة، وهي شقيقة المدينتين المقدستين مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وهي التي شهدت معجزة الإسراء والمعراج النبوية، وهي التي عاشت منذ أكثر من 1400 عام تحت الرعاية العربية الإسلامية، مفتوحة للعالم ومنفتحة على كل الأديان والحضارات، ومصدر إشعاع للفكر والروحانيات.

وأردف بأن «القدس هي العاصمة التاريخية الأزلية لفلسطين، هكذا كانت، وهكذا ستظل عبر الأزمان، مهما تراكمت الغيوم، فالشمس لا بد أن تشرق من جديد، القدس كانت محور مداولات مجلس الأمن على مدى الـ50 عاما الماضية التي وقعت فيها فريسة الاحتلال الإسرائيلي، وأقر مجلسكم الموقر عددا من القرارات منها على سبيل المثال لا الحصر القرار رقم 465 ورقم 476 ورقم 478 ورقم 2334، وكلها تؤكد أن جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي للقدس، أو فرض واقع جديد عليها لاغية وباطلة، وخرق صريح للاتفاقات الموقعة، وهذه القرارات لا يمكن تجاوزها أو مصادرتها بجرة قلم، أو بقرار فردي أحادي الجانب. لقد اعترفت كل المواثيق الدولية منذ اتفاقية أوسلو في عام 1993م إلى الوقت الحاضر بأن القدس هي إحدى قضايا الحل الشامل النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي».

وأشار إلى أن مبادرة السلام العربية التي تقدمت بها المملكة في 2002، جاءت لتؤكد استعداد العرب والمسلمين للسلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية، عن طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان العربي السوري، والأراضي اللبنانية والفلسطينية المحتلة بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي القلب منها القدس الشريف.

دعم حزب الله

كما أشار المعلمي إلى أن إيران ما زالت تمارس تدخلاتها الفاضحة في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومنها العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها، وما زالت تبث الإرهاب وتدعمه وتتبناه.

وقال «إيران هي الداعم الأول لحزب الله الإرهابي الذي ما زال يمارس سطوته وتسلطه في لبنان، ويشعل فتيل الحرب في سوريا، ويرتكب فيها أسوأ ممارسات القتل والحصار والتطهير العرقي، وما زالت إيران تدعم قوى التمرد والانقلاب من ميليشيات الحوثي في اليمن وتزودها بالأسلحة، ومنها الصواريخ التي تتعرض لها مدن بلادي بين حين وآخر، حيث وصل عدد الهجمات الصاروخية على المملكة إلى نحو 90 حالة، بصواريخ ثبت لكم بتقارير مستقلة من الأمم المتحدة أنها من صنع إيران، وأن إيران هي من زودت بها المتمردين الحوثيين، في مخالفة واضحة وصريحة لقرار مجلس الأمن رقم 2216 ورقم 2231».

توافق سوري

وفيما يخص الشأن السوري، قال «إن الأزمة السورية تمر بمرحلة دقيقة وهي تعيش عامها السابع، وتؤكد السعودية أن لا حل لها إلا عن طريق توافق سوري وإجماع يحقق متطلبات الشعب وينهي معاناته على أساس إعلان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن 2254».

وأضاف «سعت المملكة إلى توحيد صفوف المعارضة السورية وتشجيعها على الحديث بصوت واحد ووفد واحد، ولذلك استضافت مؤتمر الرياض الثاني في نوفمبر 2017م الذي نجح في ضم شتات المعارضة بجميع أطيافها وتقديم قيادة موحدة لها، والمملكة تؤكد ضرورة التعامل مع هذه القيادة باعتبارها الجهة الممثلة للشعب السوري والمفوضة بالتفاوض مع الجهات الحاكمة في سوريا».

وقال «إن المعاناة الإنسانية في سوريا ما زالت مستمرة، وما زالت قوات السلطة الحاكمة في سوريا مدعومة بحلفائها، خاصة قوات إيران العسكرية وقوات حزب الله الإرهابي والمرتزقة الطائفيين، تعمل على تدمير الشعب السوري، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضده، وهو استخدام أكدته تقارير الأمم المتحدة المستقلة، ونذكركم أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين إنسان محتجزون في الأماكن المحاصرة، والأماكن التي يصعب الوصول إليها».

مساعدات فورية

وخلص المعلمي إلى القول «ومن هنا فإن المملكة تجدد مطالبتها ‏بالسماح الفوري للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مستحقيها في كل أنحاء سوريا بغض النظر عن الانتماءات العرقية أو الدينية أو المذهبية أو السياسية، كما ندعو إلى الإفراج العاجل عن المعتقلين والمختطفين وإيضاح حالة المغيبين، وتسهيل عودة النازحين واللاجئين عودة كريمة نبيلة إلى ديارهم وأماكن اختيارهم».

إجراءات إسرائيلية تجاه القدس

أبطلتها قرارات مجلس الأمن وعدتها باطلة ولا أساس لها من الصحة أو القانون أو العرف أو الأخلاق:

• قرار ضمها لإسرائيل

• التحكم في مستقبلها ومصيرها

• العمل على إجلاء المواطنين الفلسطينيين منها

• بناء المستوطنات والمساكن على أراضيها

• مصادرة ممتلكات أبنائها

• التضييق على سكانها

• إعلانها عاصمة لإسرائيل

• الاعتراف بهذا الإعلان