مانع اليامي

فعل الخير لا يختفي.. سافاني أنموذج

الخميس - 25 يناير 2018

Thu - 25 Jan 2018

ثمة وقائع طيبة في مقام برهان فضيلة تعبر عن نفسها في دوائر المبادئ الإنسانية، أيضا توجد نماذج إنسانية تدفع بنفسها إلى محطات التقدير حتى وإن كان وجودها في المدى البعيد وراء البحار ما يؤكد أن الصورة الذهنية التي تقيد حدود فعل الخير وزرع السعادة في نفوس الآخرين في جغرافيا بعينها أو مجتمع معين هي بلا شك صورة مشوهة جدا.

رجل الأعمال الهندي «سافاني» خلال السنوات الست الماضية قام بمساعدة حوالي ألف فتاة على الزواج. عشية عيد الميلاد (الكريسماس) الفائت مول زواج 251 فتاة ينتمين لأسر فقيرة من الهندوس والمسلمين والمسيحيين في عرس جماعي، وهنا تتضح حقيقة البعد الإنساني في المبادرة إلى جنب اتساع مساحة التعايش.

عموما، السيد «سافاني» يمول وينظم زواج الفتيات اللاتي فقدن آباءهن ولم يتمكن من تحمل التكاليف، واللافت أنه مع دفع تكاليف إقامة حفلات الزواج يوفر ثمن الحلي الذهبية والفضية والأدوات المنزلية، ولا يتوقف عند هذا الحد فحسب، بل يقوم بما هو أبعد من ذلك، هذا الهندي الخيّر يقوم بدفع نفقات ما بعد الزواج، بما فيها التكاليف المرتبطة بالحمل والولادة وتعليم المواليد.

فعلا هذا الرجل فاعل خير، وقد أدخل السعادة على نفسه وأسرته بمبادراته الإنسانية المتمثلة في فعل الخير، مثلما أدخل السعادة في نفوس المحتاجين. تخلص الدراسات الحديثة المتداولة وهي كثيرة إلى أن فعل الخير يغمر نفس الفاعل بالسعادة والرضا بنفس القدر الذي يسر المتلقي.

الخلاصة، أن الجميع يستطيعون فعل الخير، فمجاله واسع والطرق إليه كثيرة، والعزم هو البداية ويبقى الأهم هو ألا يأخذ العصر المادي الاستهلاكي بما فيه من الصراعات المتشابكة الناس إلى العزلة بعيدا عن التراحم والأفعال المنتجة للسعادة. ختاما المبادرات الإنسانية لا تضيع ولا تختفي، وليست حكرا على أحد.. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]