ماجد.. امتياز مع مرتبة الشرف الأولى

الأربعاء - 24 يناير 2018

Wed - 24 Jan 2018

قبل فترة وجيزة كنا في نقاش جانبي مع بعض الزملاء للاستفادة من تجارب وخبرات منظمة رائدة في مجال العمل المجتمعي والتطوعي لنواكب منجزاتهم ونبدأ من حيث انتهوا أو نتوازى في الخطى لنحقق خدمة مجتمعية ينعم بها أبناء مدينة جدة خاصة وأبناء مملكتنا الحبيبة عامة، حيث وقع اختيارنا على جمعية ماجد للتنمية المجتمعية بجدة.

تشرفنا بالقيام بزيارة ودية خاصة أنا ومجموعة من زملاء وزميلات العمل من المستشارين والمتخصصين في مجال العمل التطوعي وتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية والتنظيمية والتدريبية، وأيضا تقديم المبادرات لتفعيل العمل الخيري للمجتمع، وتوجهنا لمقر جمعية ماجد، وذلك للاستفادة من تجاربهم الناجحة ومحاكاتهم لكيفية تقديم العمل المجتمعي، والخطوات المطلوبة لتفعيل آلية إطلاق المبادرات للخدمة المجتمعية الخيرية لدعم شباب وشابات المجتمع نفسيا واجتماعيا وإداريا، ومساعدتهم وتدريبهم للنهوض بما لديهم من همم وطاقات كامنة تكون عونا لهم وبارقة أمل للبدء في تحقيق أحلامهم وتلبية لما يصبون إليه من مشاريع تنموية مستدامة.

لا أخفيكم سرا، وقبل دخولي لمبنى جمعية ماجد للخدمة المجتمعية كان لدي صورة ذهنية سابقة ومشوهة عما قد نواجهه من تعقيد للإجراءات، وإخفاء لأسرار العمل وروتين وبيروقراطية مطولة وبيئة عمل محبطة استنادا لبعض ثقافات الفكر الإداري للمنظمات، وخصوصا من يعمل بالمجال الاجتماعي والخدمي والتطوعي.

يبدو لي أن صورتي الذهنية قد تم تمزيقها ومحوها تماما من ذاكرتي في غضون ساعة تقريبا، وهي مدة الاجتماع مع من أسميهم نجوم ماجد الساطعة، وبمجرد ما تم من الشرح للعرض التقديمي المرئي الأكثر من رائع والتي تكرمت بعرضه الأستاذة رؤى عامر مديرة تنمية الموارد البشرية بإدارة التطوير المؤسسي، بمشاركة الأستاذة سمية سندي، والأستاذ أمجد نجم مدير إدارة تميز الأداء بجمعية ماجد، وجدنا حقيقة الأمر - وهو ما شد انتباهنا ولفت أنظارنا كفريق زائر - المهنية العالية والاحترافية المنضبطة في تقديم الإنجازات والمبادرات المستندة إلى طرق علمية وإدارية عن طريق قياس مؤشرات الأداء KPIs، وأيضا تفنيد الأهداف الموضوعة مسبقا للجمعية والمستهدفين من خدماتها، وطرق المتابعة والرقابة للمبادرات التي تم إطلاقها، وشرح كيفية تقييم وقياس للتغذية الراجعة بتصميم استبيان خاص لتقصي رأي الجمهور والمستفيدين من خدمات الجمعية، إضافة إلى الاطلاع على استراتيجية الجمعية ورؤيتها ورسالتها للمجتمع وما هي بنود قيمها الراسخة والمبنية على أساس ديننا الإسلامي في التكافل والتآزر ومد يد العون لأفراد المجتمع. واطلعنا أيضا على الهيكل التنظيمي السلس للجمعية والبرامج الرئيسة المعتمدة، والتي تنطلق منها برامج فرعية تخدم كل شريحة من شرائح المجتمع، كمشاريع للأفراد وتمويلهم وتدريبهم وتطويرهم لدعم ثقافة العمل التطوعي بين الشباب؛ واطلعنا أيضا على الأقسام الإدارية للموظفين بالمبنى، وكيفية الاختيار الصائب لرأس المال البشري بالجمعية وتحقيق التوأمة بين ما يحملون من شهادات علمية وما يقومون به من إنجازات عملية ملموسة في بيئة عمل صحية منتجة.

وفي تركيزنا كفريق زائر للجمعية وأثناء الجولة الداخلية للمبنى شاهدنا البيئة الصحية النشطة للموظفين؛ وكمتخصص في السلوك التنظيمي وإدارة المعرفة أجد أن بيئة الجمعية من أكثر الأماكن جذبا ومحافظة للموظفين من خلال توفير المكاتب الذكية واللوحات الإرشادية المعبرة بالرسومات والمريحة لنفس العاملين والموظفين، إضافة لوجود صالة ترفيه وألعاب خاصة لهم لإعادة إنعاش ذاكرتهم ونشاطهم ليعودوا لأعمالهم محملين بكمية وفيرة من الأفكار المتجددة والمعرفة الحديثة.

وما لمسناه كفريق عمل أثناء الزيارة لجمعية ماجد، والتي تعكس من اسمها ما حققته من مجد وسؤدد ورقي في مجالات عدة مختلفة سواء على المستوى الأخلاقي داخل الجمعية من حسن استقبال وترحيب وضيافة ولباقة للموظفين وثقافة، يدل على احترافية في العمل المجتمعي والتنظيمي. وأيضا على مستوى تقديم البرامج للمستهدفين من الشباب وأساليب تجديدها واستحداثها لمواكبة مستجدات العصر وتلبية لحاجات الشباب والمجتمع المتنوعة.

ما رأيناه في جمعية ماجد بحق يبرهن على وجود عمل مؤسسي منظم ومحترف تقف وراءه عناصر داعمة تتبنى الفكر المتجدد وتؤمن بمعرفة ووعي الكوادر الوطنية الشابة وتطلعاتهم مقدرة دوما لمنجزاتهم وتحملهم للمسؤولية.

كل الشكر والتقدير والاحترام لجمعية ماجد ممثلة في رئيس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ محافظة جدة، والذي لم يدخر جهدا في دعم الجمعية لتحقيق رؤى وتطلعات وأمنيات كانت لدى الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله في إنشاء جهة تعنى بمجتمع مدينة جدة وأهلها؛ وكل الشكر والتقدير للأعضاء الماسيين ومدير عام الجمعية الأستاذ همام زارع وكل فريق وموظفي جمعية ماجد الذين شاركونا معرفيا لتبادل خبراتهم، وسمحوا لنا بالتعرف عن قرب بتجاربهم الناجحة للاستفادة منها ونقلها، كما أرجو أن تحذو كل جمعية خيرية وتطوعية في المملكة نهج جمعية ماجد للتنمية المجتمعية لنزيد في مشاركة مجتمعنا معرفيا لتحقيق رؤية المملكة 2030.

وإيمانا بعملكم وجهودكم المبذولة بكل فخر أنتم تستحقون الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.