لماذا تأخرت إعادة فتح مؤسسات الحكومة الأمريكية؟

الثلاثاء - 23 يناير 2018

Tue - 23 Jan 2018

أدى تقاعس الكونجرس أخيرا إلى إغلاق جزئي لعمل الحكومة الأمريكية، وتعد هذه الحالة هي الأولى منذ أكتوبر 2013، حين حدث إغلاق عام وطال تأثيره نحو 850 ألف موظف منحوا عطلة إجبارية دون رواتب حتى إقرار الموازنة، ويعتقد أن إغلاق هذا العام سيكون تأثيره أكبر.

ولإقرار خطة الموازنة العامة للسنة المالية الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية يجب حصول الحكومة على موافقة مجلسي الكونجرس الشيوخ والنواب على تلك الخطة.

والإغلاق في حال فشل الحصول على الموافقتين يعني وقف الخدمات الحكومية الممولة من الكونجرس، وحين يعجز الطرفان عن حل النزاع يوقف العمل بمؤسسات الدولة غير الحيوية وتسريح موظفي الحكومة موقتا، وستصاب قطاعات عامة بالشلل وسيتوقف تمويل خدمات عامة من بينها النقل والمواصلات والمتاحف والحدائق والمتنزهات في حين تواصل مؤسسات حيوية كالشرطة والدفاع المدني والوكالات الاستخباراتية والهيئات العسكرية أعمالها، لكن في حال طالت فترة الإغلاق تتوقف مؤسسات الدولة كافة عن العمل الرسمي.

ويشترط لتمرير خطة الموازنة موافقة المجلسين على بنودها كافة، لكن إذا اختلفا على بنود وتعطل إقرار الخطة يعلن عن إغلاق حكومي في توقيت محدد.

وبدأ الإغلاق الجزئي للإدارات الفيدرالية الأمريكية من 20 يناير الحالي، بعد فشل محاولة التوصل إلى تسوية حول الميزانية على الرغم من المفاوضات المكثفة بين الجمهوريين والديموقراطيين وتدخل الرئيس دونالد ترمب، ويبقى الإغلاق مفعلا إلى حين تسوية النزاع على خطة الموازنة.

ووضعت الكاتبة مولي رينولدز المتخصصة في دراسات الحوكمة بمعهد بروكنجز، الذي يهتم بإجراء أبحاث معمقة وطرح أفكار جديدة لحل المشكلات المحلية والعالمية، أربعة أسباب أوصلت واشنطن إلى المشكلة، وتجعل من إعادة فتح الحكومة أمرا صعبا وثقيلا.

1 تصريحات الرئيس

تعد تعليقات الرئيس دونالد ترمب العنصرية حول المهاجرين خلال اجتماع البيت الأبيض للبحث عن حل وسط للهجرة بين مجلس الشيوخ من الحزبين نقطة رئيسة في الإغلاق، فتصريحاته لا تشير فقط إلى عدم استعداده لتوقيع أي إجراء يتخذه الكونجرس، بل حفزت الديموقراطيين على اتخاذ موقف متشدد ضد أي قوانين لا تتضمن إصلاحات لبرنامج «داكا» المخصص لحماية الأطفال المهاجرين غير الشرعيين إلى بلاده، فاتخاذ الرئيس موقفا بشأن قضية ما، يعمق الصراع الحزبي بشأن المسألة.

2 ديمقراطيو الشيوخ

وضع الجمهوريون في الكونجرس منذ يناير 2017 جدول أعمال يركز إلى حد كبير على الترشيحات وقوانين التسوية التي تتطلب أغلبية بسيطة لإنهاء النقاش، مما يلغي الحاجة إلى التعاون الديمقراطي.

فجاء الصراع الأخير كنتيجة لذلك، حيث إن إدراج ترخيص مدته ست سنوات لبرنامج تأمين صحي للأطفال كان مقصودا لجعل المعارضة صعبة على الديمقراطيين، كما صوت خمسة من الديمقراطيين لإنهاء النقاش حول مشروع قانون وقف إطلاق النار.

3 إغلاق مختلف عن 2013

حينما أغلقت الحكومة في أكتوبر 2013، سرع الجمهوريون من تقويض قانون الرعاية بأسعار معقولة، في حين أيدت مجموعة من الديموقراطيين تدابير من شأنها إبقاء الحكومة مفتوحة خلال إجراء التغييرات، إلا أن إغلاق هذا العام تقوده قضية موضوعية رئيسة وهي إصلاح برنامج «داكا» الذي يريد بعض أعضاء الحزبين رؤيته بشكل أو بآخر.

4 صعوبة إعادة فتح الحكومة

إضافة إلى الصراع السياسي الرئيس حول «داكا»، فإن تجاوز مستويات الإنفاق الإجمالية لكل من البرامج الدفاعية والبرامج غير الدفاعية هو مصدر آخر للصراع بين الحزبين، فمنذ 2011 يصر الديموقراطيون على مطابقة أي زيادة في الجانب الدفاعي في الميزانية للجانب غير الدفاعي، وقد يتطلب الخروج من أزمة الإغلاق وجود صفقة تحدد سقف الإنفاق بالإضافة إلى مسألة الهجرة.