تركيا تطلع دولا عربية على«غصن الزيتون» وفرنسا تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن

الاثنين - 22 يناير 2018

Mon - 22 Jan 2018

دعت فرنسا أمس إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في سوريا غداة إطلاق تركيا عملية عسكرية «غصن الزيتون» تستهدف منطقة عفرين التي يسيطر عليها المسلحون الأكراد.

وغرد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على تويتر أنه تحدث إلى نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وطالب «بوقف شامل لإطلاق النار، وإتاحة غير مشروطة لإيصال المساعدات».

ووفقا للأمم المتحدة، فقد قتل العشرات من المدنيين في الغوطة الشرقية على أطراف دمشق منذ مطلع العام، وأدى حصار الحكومة للمنطقة إلى شح الإمدادات الغذائية.

بينما أعلن حلف شمال الأطلسي الناتو دعمه لتركيا في عملية غصن الزيتون ضد ميليشيات «بي كا كا - ب ي د» الإرهابية.

وقال مسؤول في الحلف لوكالة الأناضول في العاصمة البلجيكية بروكسل إن تركيا تقع في منطقة تسودها الفوضى، وإنها تعرضت لخسائر كبيرة بسبب الإرهاب.

وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن وزارة الخارجية بصدد إطلاع سفراء دول عربية على معلومات بشأن عملية «غصن الزيتون» في مدينة عفرين شمال سوريا.

وبحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية أطلعت الخارجية التركية رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين) بالإضافة لإيران، على معلومات حول العملية.

منطقة آمنة

وأكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن العملية ستكون سريعة وتهدف إلى إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كلم في الأراضي السورية، وأن الهدف الرئيس للعملية هو ضمان أمن تركيا، موضحا أنها ستتم على أربع مراحل. وهدد باستهداف أي دعم يمكن أن يقدم للتنظيمات الإرهابية خلال العملية، واعترف بإصابة شخصين بصواريخ أطلقتها وحدات حماية الشعب الكردية باتجاه جنوب شرق تركيا، وأشار إلى أن قوات برية تركية دخلت إلى عفرين صباح أمس.

وأكدت الأناضول أن قوات برية تركية تواصل التقدم في المدينة مع قوات الجيش السوري الحر، مع إعلان رئاسة الأركان التركية قصف 153 هدفا عسكريا للوحدة الكردية ومسلحي داعش في المدينة.

إخفاق التقدم

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات التركية أخفقت في التقدم داخل أراضي عفرين، وأن شبكة الانترنت المستخدمة في الشمال السوري التي يعد مصدرها الشبكة التركية للانترنت، انقطعت بعد منتصف ليل السبت قبل أن تعود صباح أمس عند شريحة من المستخدمين بشكل بطيء جدا.

واتهم سكان ونشطاء من عفرين السلطات التركية بمحاولة فرض تعتيم على ما يجري في العملية العسكرية.

وأوضح المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور بين مسلحين أكراد وقوات تركية وقوات سورية مدعومة منها في محور قرية كردو في محاولة من القوات التركية لتحقيق أول تقدم لها داخل أراضي عفرين.

وأفاد نقلا عن مصادر وصفها بالموثوقة بأن السلطات التركية عمدت لافتتاح 12 بوابة حدودية على الحدود بين الجانب التركي وعفرين، وعلى حدود منطقة عفرين مع لواء إسكندرون، في محاولة لشد المواطنين للعبور نحو الأراضي التركية، مع مواصلة أنقرة الحشد واستقدام التعزيزات العسكرية من مسلحين وعتاد وآليات على المحاور المحضرة للهجوم على عفرين.

رفض مصري

من جهتها، أعربت مصر عبر خارجيتها أمس عن رفضها للعمليات العسكرية التركية ضد مدينة عفرين.

وشددت في بيان على أن هذه العمليات «تمثل انتهاكا جديدا للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا».

وأعادت التأكيد على «موقف مصر الثابت الرافض للحلول العسكرية، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري».

فيما تظاهر العشرات في مدن بإقليم كردستان شمال العراق احتجاجا على العملية التركية، ورفعوا لافتات وشعارات باللغات العربية والتركية والإنجليزية منددة بالعملية، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل وإيقاف الهجمات التركية على الأكراد.