السعودية تستعيد مكانتها في استضافة البطولات الدولية

الاحد - 21 يناير 2018

Sun - 21 Jan 2018

nnnnnnnu062au0631u0643u064a u0622u0644 u0627u0644u0634u064au062e
تركي آل الشيخ
في نهاية أكتوبر الماضي، أصدر رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ حزمة قرارات تتعلق بتطوير البنية الأساسية للرياضة السعودية، والتحقيق في التقاعس في تنفيذ بعض المشروعات المهمة في المجال نفسه.

كما كشفت الهيئة العامة للرياضة عن استضافة المملكة أكثر من بطولة مهمة، لتؤكد بهذا عزم المملكة على الاتجاه بقوة على طريق استقطاب أكبر البطولات في إطار النهضة الرياضية التي تتبعها حاليا، والتي ستعيد دورها كمصدر إشعاع رياضي قوي في المنطقة.

وكان آل الشيخ كشف في مؤتمر صحفي أواخر أكتوبر الماضي، وبعد أسابيع قليلة من توليه رئاسة الهيئة العامة للرياضة، عن حزمة قرارات، في مقدمتها تهيئة ثلاثة ملاعب في الرياض والدمام وجدة لتصبح جاهزة لدخول العائلات مطلع العام الحالي، إضافة لاتخاذ إجراءات سحب المشروعات من مقاولي التنفيذ الذين تبين قصورهم في تأدية أعمالهم، وإنشاء مكتب بالهيئة تحت مسمى «إدارة المشاريع».

كما تضمنت القرارات إنهاء مشروع استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة خلال مدة لا تتجاوز 18 شهرا، وإطلاق مبادرة (ادعم ناديك).

وعلى مدار الشهور القليلة التالية، دخلت الهيئة في سباق مثير لاستقطاب مجموعة من أبرز البطولات، في محاولة جادة ورائعة لإعادة مدن المملكة كعواصم للرياضة في منطقة الشرق الأوسط والقارة الآسيوية والعالم.

وبالفعل، استضافت الرياض نهاية 2017 بطولة كأس الملك سلمان للشطرنج بمشاركة 247 لاعبا ولاعبة من 90 دولة بمختلف أنحاء العالم، وحققت البطولة نجاحا هائلا.

كما استضافت الرياض قبل أيام للمرة الأولى بطولة دولية للاعبات الإسكواش للمحترفات بملاعب جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.

كذلك كشفت هيئة الرياضة قبل أيام عن توقيت استضافة الرياض لبطولة سباق الأبطال للسيارات، والذي سيكون أول بطولة لسباقات المحركات في السعودية.

ويشارك في البطولة المقررة في 2 و3 فبراير المقبل عدد من أبرز نجوم سباقات المحركات في العالم، وبهذا ينضم استاد الملك فهد الدولي إلى قائمة الاستادات الكبيرة التي استضافت هذا السباق على مدار نحو ثلاثة عقود، مثل ملعب «عش الطائر» في العاصمة الصينية بكين والملاعب الأولمبية واستاد «ويمبلي» الشهير في العاصمة البريطانية لندن واستاد «دو فرانس» بالعاصمة الفرنسية باريس.

كما يستضيف استاد الملك فهد الدولي ماراثون الرياض الدولي الذي يشارك فيه متسابقون وعداؤون من داخل وخارج السعودية.

وإضافة لهذا تحتضن صالة مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة في مايو المقبل نهائي بطولة الأسطورة محمد علي كلاي، إحدى أهم بطولات العالم للملاكمة.

كما تستضيف السعودية الجولة النهائية من النسخة الثالثة لبطولة العالم للدرون التي يصل مجموع جوائزها إلى مليون دولار، وتقام في النصف الثاني من 2018.

وكانت السعودية على مدار عقود مضت لاعبا متميزا في استضافة البطولات الكبيرة، ومنها بطولة كأس القارات لكرة القدم التي بدأت بفكرة سعودية، حيث استضافت النسخ الثلاث الأولى من البطولة أعوام 1992 و1995 و1997.

والآن تأتي الرغبة والإصرار على استضافة هذه البطولات الكبيرة في إطار استراتيجية النهوض الرياضي الذي يسير بالتوازي مع خطة الدولة لتطوير شتى مناحي الحياة طبقا لرؤية السعودية 2030 التي تم الكشف عنها في 2016.

وإلى جانب العمل على زيادة قاعدة الممارسة الرياضية في السعودية، وإحياء التوعية الجماهيرية بعدد من الرياضات، كشفت السعودية في 2017 عن برنامج «رياضيي النخبة، ذهب 2022» الذي يهدف للحصول على المركز الثالث آسيويا في دورة الألعاب الآسيوية المقررة بمدينة هانجتشو الصينية عام 2022، وذلك من خلال العمل على تحقيق 100 ميدالية ذهبية.

وفي إطار هذا البرنامج ينال صاحب الميدالية الذهبية في بطولات العالم أو البطولات الآسيوية 350 ألف ريال، فيما ينال الحائز الميدالية الفضية 250 ألف ريال، و125 ألف للحائز الميدالية البرونزية. كما يوفر البرنامج رواتب شهرية للاعبين، بالإضافة إلى التأمين الطبي وأكثر من 200 منحة تدريبية.

وبعدما خسرت الرياضة السعودية في السنوات الماضية عددا من المواهب الرياضية في مختلف الألعاب، اتخذت الهيئة العامة للرياضة خطوة مهمة على طريق الدفاع عن هذه المواهب من خلال قرارها تشكيل لجنة لاستكشاف المواهب الكروية في كرة القدم، واستقطاب الموهوبين وذوي الإمكانات والقدرات الكروية المتميزة من مواليد المملكة المقيمين الذين لا يحملون الجنسية السعودية.

كما اتخذت خطوة مهمة على طريق منح السيدات الحق في الممارسة والمنافسة بالمجال الرياضي، وذلك من خلال بدء الاتحاد السعودي لرفع الأثقال في تنفيذ برنامج السيدات بهدف تشكيل منتخب وطني لسيدات اللعبة، بعدما شهدت الدورتان الأولمبيتان الماضيتان في لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016 مشاركة ضعيفة للرياضة النسائية السعودية.

وكانت دورة لندن 2012 هي أول أولمبياد يشهد مشاركة نسائية للسعودية، وذلك من خلال وجدان سراج الدين في منافسات لجودو لوزن فوق 78 كجم، والعداءة سارة عطار في سباق 800 متر.

وقبل أيام قليلة، شهدت مباريات الأهلي والباطن، والهلال والاتحاد في الدوري السعودي لكرة القدم، والاتحاد والاتفاق ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، أول حضور للسيدات في المدرجات بملاعب كرة القدم.

وبذلت السعودية جهدا كبيرا في رفع الإيقاف عن كرة القدم الكويتية، بعدما عانت الرياضة الكويتية من الحظر المفروض عليها منذ أكتوبر 2015 حتى رفع الإيقاف في أواخر 2017، لتستضيف الكويت بطولة كأس الخليج (خليجي 23) التي توج المنتخب العماني بلقبها.

في الوقت نفسه تبذل الهيئة العامة للرياضة جهودا حثيثة لرفع الحظر المفروض من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على العراق.

كذلك لعب تركي آل الشيخ دورا بارزا في بدء خطوات تنفيذ أحد أهم المشروعات الرياضية في منطقة الشرق الأوسط، من خلال العمل على جمع عدد من المستثمرين السعوديين والإماراتيين والمصريين لتنفيذ مشروع استاد الأهلي المصري في القاهرة، والذي وصفه الأهلي بأنه «مشروع القرن» ولم يتردد رئيسه محمود الخطيب في تنصيب آل الشيخ رئيسا فخريا للنادي لجهوده في الارتقاء بمستوى الرياضة العربية.