عبدالله قاسم العنزي

قصة يوسف والمحاميات المتدربات

الجمعة - 19 يناير 2018

Fri - 19 Jan 2018

إن قصص الأنبياء عبرة ومصدر للمعرفة وتنمية لقدرات عقل الإنسان كما عبر القرآن بذلك «لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون»، وأولوا الألباب هم الذين يستدلون بعقولهم بصورة منطقية على تمييز الأشياء، ويفرقون بين الحق والباطل، وبين الصحيح من الكذب والبهتان. ولعل من المناسب في ضوء الحديث الحاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن المحامين، على خلفية ادعاء بعض المحاميات المتدربات بأن هنالك نسبة لا يستهان بها من المحاميات المتدربات يتعرضن للتحرش من بعض المحامين، بحسب تعبير المحامية المتدربة التي ظهرت في لقاء تلفزيوني، أن نذكر قصة نبي الله يوسف عليه السلام فهو أول رجل تعرض لتحرش من قبل امرأة العزيز التي قدت قميصه من دبر وقالت هيت لك! إن تهمة التحرش التي ذكرتها بعض المحاميات المتدربات دون دليل وجهت إلى يوسف عليه السلام، وعندما نقارب قصة ذكرها القرآن بقصة تذكرها بعض المحاميات كواقعة تثور أمامنا مجموعة من الأسئلة، أولها ما الدليل على توجيه الاتهام عبر وسائل الإعلام بطريقة غير مهنية، ثم ما ذنب المحامين الذين تمس سمعتهم وتتأثر مصالحهم لاعتبار أن الخدمات التي يقدمها المحامون قائمة على الثقة التي يكتسبونها من المجتمع، ثم لماذا لم يتقدم من تعرض للإيذاء بالتحرش أيا كان إلى إدارة المحامين أو وزارة العدل لتقديم بلاغ، ولديهم الصلاحيات بمعالجة مثل هذه الموضوعات دون أن تأخذ القضية بعدا آخر!

إن مثل هذه الادعاءات غير المبنية على دليل ما هي إلا مناكفات من بعض المحاميات المتدربات اللاتي فشلن في التدريب المهني، ولم يستطعن دخول قطاع المحاماة بجدارة ومهارات قانونية، وأعتقد بعد هذه الواقعة لن يقبل محام أن يستقطب متدربة لديه في المكتب حرصا على سمعته.

ونصيحتي للمحاميات المتدربات إذا لم تستطع أن تدير الخلاف أو ظروفها في مكتب المحامي أو أن تطالب بحقها بالطرق التي تنأى بأن تأخذ مطالبتها أي بعد آخر ألا تقرب قطاع المحاماة، فالمحامي - أو المحامية - يجب أن يمتلك مهارات شخصية وعقلية وعلمية فليس كل من تخرج في كليات الشريعة والقانون يكون مؤهلا بأن يصبح في المستقبل محاميا شاطرا يشار إليه بالبنان، وليس الدافع الوحيد للدخول في مهنة المحاماة بأن يقال «فلان محام» أو «محامية»، وكان في ظني أن يكون لهيئة المحامين موقف آخر غير التصريح بالنفي، فلقاء في برنامج تلفزيوني - يركز فيه على موضوع التحرش بطريقة غير مهنية، وبكلام غير دقيق وغير منظم - يمس شرف مهنة المحاماة التي هي بالأساس تقوم على شرف السمعة الحسنة، فإذا مست سمعة البيئة العدلية تعطلت مصالح المجتمع.