الصين تترجم رؤية المملكة بلغتها.. وسفيرها: زيارة وزير العدل مثمرة

الخميس - 18 يناير 2018

Thu - 18 Jan 2018

أعلن سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة لي هواشين أن بلاده تنظر إلى رؤية المملكة 2030 باعتبارها فرصة للتكامل بين البلدين في المجالات التجارية والسياسية والثقافية وغيرها، خاصة أن لديها مبادرة "الحزام والطريق" التي تتلاقى مع الرؤية السعودية في كثير من العناصر والأهداف.

وأكد أن بلاده استقبلت زيارة وزير العدل الدكتور وليد الصمعاني بكثير من الاهتمام والنظر إلى أفق أوسع للعلاقات المشتركة بين المملكة والصين، مضيفا "هذه الزيارة ذات أهمية كبرى بوصفها حلقة جديدة في العلاقات، وعقدت خلالها محادثات مثمرة، فهي على الرغم من قصر مدتها إلا أنها كانت مفيدة وغنية للتعارف والتفاهم بين الجانبين، وستتلوها زيارة مماثلة لوزارة العدل الصينية إلى المملكة قريبا".

وعن الإجراءات القانونية التي اتخذتها حكومة المملكة عبر أجهزتها القضائية ضد الفساد أخيرا، قال "إنها مبادرة طموحة لتنظيف البيئة الاستثمارية بما يعود بالنفع على الشركاء كافة بمن فيهم الشركات الصينية التي تتلقى من الحكومة الصينية دائما تعليمات مشددة بالعمل وفق القانون واحترام خصائص البيئة والمجتمع السعودي".

وأشار إلى أن زيارة وزير العدل السعودي تأتي في سياق رؤية 2030، الرامية إلى توثيق العلاقات التجارية والاقتصادية مع العالم أجمع، إذ تعكف كل الجهات في الصين على التخطيط لبرامج السنوات الخمس المقبلة، مما أكسب الزيارة أهمية بالغة.

وتابع "الزيارة كانت فرصة لعقد عدد من المحادثات حول خطط العمل في الصين، تعرف من خلالها الوزير السعودي على القضاء الصيني عن قرب، وقدم هو الآخر للصينيين معلومات أكثر عن نظام القضاء في السعودية، وجرى تبادل الخبرات والأفكار والتجارب لفائدة الطرفين، وهي تجربة عملنا على تسهيلها، ونرحب بمزيد من الزيارات للمسؤولين السعوديين باستمرار، من أجل تطوير علاقاتنا التي أصبحت شاملة ومتنوعة".

وشدد هواشين على أن الجانبين العدليين الصيني والسعودي تناقشا حول ما يمكن عمله بين البلدين لتفعيل وتطوير علاقاتهما أكثر، فجرى طرح فكرة مشروع اتفاقية تعاون قضائي مدني وتجاري، وهي فكرة قوبلت بالترحيب والاهتمام، كون الصين تنظر إلى رؤية 2030 والبرامج المنبثقة عنها على أنها فرصة كبيرة لتعميق الشراكة والتبادل التجاري وتنمية العلاقات الإنسانية والثقافية، مفصحا عن أن بلاده ترجمت الرؤية إلى اللغة الصينية فور صدورها.

وأردف "عقب ترجمة الرؤية أجرت الجهات المختلفة في الصين دراسات مستفيضة بشأنها لتخلص إلى أنها فرصة واعدة للبلدين، فهي تتلاقى مع مبادرة "الحزام والطريق" (طريق الحرير) المبنية على أسس المشاركة في المناقشة، والبناء، والاستفادة، وتغطي مثل الرؤية السعودية الجوانب السياسية والبنية التحتية والمالية والتجارة والجوانب الإنسانية الثقافية، مما دفع الصينيين للقول: حان الوقت لالتقاء المبادرتين، والتركيز على كيفية الربط بينهما، وبالفعل هناك مشروعات حول هذا الأمر، بعضها بدأ وبعضها الآخر نخطط لإطلاقه، وتعهدنا بأننا سنكون الشريك القوي الموثوق به للسعودية".

وأكد السفير أن الخطوات الجديدة التي انتهجتها وزارة العدل في السعودية بتدشينها المحاكم التجارية في مناطق مختلفة تعطي دليلا ملموسا على أنها دولة قانون، وتبعث رسالة إلى العالم أجمع بأنها تعمل على إرساء الحق والعدل لدعم البيئة الاستثمارية في المملكة، مضيفا "وهذا ما قلته صراحة في مناسبة تدشين المحاكم التجارية التي دعيت إليها".

وبين أن التطورات السعودية في الجوانب كافة تهمنا في الصين بشكل خاص، كون التبادل التجاري بين البلدين مهما جدا، ووصل إلى 70 مليار دولار في سنوات ما قبل تراجع أسعار النفط، ولا يزال الآن يشكل رقما كبيرا بنحو 43 مليار دولار، بحسب إحصاءات 2016.

وعد هواشين أن أهمية علاقات بلاده تكمن في رغبة حكومتي البلدين في إعطائها آفاقا أوسع، لهذا كان الترحيب عاليا بأول زيارة من نوعها لوزير عدل سعودي إلى بكين، مضيفا "اتفقنا على ترجمة 50 كتابا سعوديا إلى الصينية، ومثلها من الصينية إلى العربية، بحيث تنتخب الجهات المعنية في البلدين ما تراه مناسبا من كنوزها للترجمة المتبادلة، وهذا لا شك سيضفي مزيدا من التقارب الثقافي بين الحضارتين والشعبين".