فتوى الكلب لجمعة تغضب الأزهريين وتزعج المصريين

حازم عبده - مكة المكرمة

أثارت فتوى جواز تربية الكلاب والحيوانات الأليفة بالمنازل لمفتي مصر الأسبق علي جمعة والمعروفة بفتوى الكلب، موجة من الغضب في صفوف علماء الفقه بالأزهر، وأزعجت كثيرا من المصريين المستقر في وجدانهم نجاسة الكلاب وحرمة تربيتها.

قطعية النجاسة

وقال رئيس قسم الفقه بجامعة الأزهر الدكتور عبد الفتاح إدريس: من المعروف شرعا أن اقتناء الكلاب محرم في الشريعة الإسلامية باستثناء كلاب الصيد والحراسة، والاستثناء لا يقاس عليه ولا يتوسع فيه، مؤكدا أن هناك قطعية بنجاسة الكلاب بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبعا إحداهن بالتراب، ولا يكون الغسل بهذه الطريقة إلا من الأمور النجسة.

وأضاف إدريس أن معظم الناس الآن يسكنون في شقق، فكيف سيقيم الكلب مع سكان الشقة، يلوث طعامهم وشرابهم وثيابهم وأوانيهم، مما يجعلهم في حرج دائم؟ وحتى من يسكنون في فلل فإن الكلاب تمثل عبئا عليهم خاصة أنهم ليسوا في حاجة إلى حراسة الكلاب، فضلا عن أن من يقدمون للكلاب الطعام يتقززون منها، لافتا إلى أنه يعرف حارسا لعقار طلب منه صاحب العقار أن يقدم الطعام لكلابه، فما كان من هذا الحارس إلا أن ترك العمل لأنه لا يستطيع ـ على حد قوله ـ أن يقف بين يدي الله وهو ملوث الثياب من الكلب.

إجماع الفقهاء

ويرى رئيس قسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة بجامعة الأزهر الدكتور زكي عثمان أن علي جمعة يتحمل فتواه، ويقول هناك إجماع عند الفقهاء بتحريم تربية الكلاب، والمسألة ليست اختلاف آراء أمام القطعي، والاستثناء الوحيد في هذه المسألة خاص بالصيد والحراسة.

أما عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الدكتور محمد رأفت عثمان فأكد قطعية تحريم تربية الكلاب، ويقول إن معظم الفقهاء اتفقوا على أنه لا يجوز اقتناء الكلب إلا للصيد والحراسة، وقال المالكية بكراهية اتخاذه لغير زرع أو ماشية أو صيد، وقال بعضهم بجوازه، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط، وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: من اقتنى كلبا إلا كلب صيد، أو ماشية نقص من أجره كل يوم قيراطان.

جمعة المثير

كان علي جمعة صاحب الفتاوى المثيرة من نوعية إباحة استحمام المرأة في اللبن، وجواز تعطرها وتزينها خارج المنزل، وجواز بيع المسلم للخمور في بلاد الغرب قال في الحلقة الأخيرة من برنامجه الفقهي الأسبوعي على قناة سي بي سي تو بجواز تربية الحيوانات الأليفة دون المفترسة داخل البيوت، مشيرا إلى نهي الرسول عليه الصلاة والسلام عن تربية الحيوانات المفترسة، وأن تاريخ صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام يفيد بأنهم قاموا بتربية الكلاب والقطط والعصافير داخل المنازل، وقال إن كل الكائنات الحية طاهرة بما فيها القطط والكلاب.