الفشل الاقتصادي.. نار تحت رماد دولة الملالي

الثلاثاء - 16 يناير 2018

Tue - 16 Jan 2018

99
99
يرى محللون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن الاحتجاجات في إيران لاقت حتفها، وتم إخضاعها لسيطرة النظام في الوقت الراهن، ولا يزال تأثير هذه الاحتجاجات غير واضح على النظام، وما إذا كانت ستظهر احتجاجات جديدة على مستوى أوسع مستقبلا وكيفية تطورها ومدى دعمها في إيران، حيث لا تسمح إيران بانتخابات من شأنها أن تؤدي إلى انقسامات داخلية، فلم تقترب الاحتجاجات الحالية في إيران من مستوى الاحتجاجات التي أطاحت بالشاه عام 1978 وأجبرته على مغادرة البلاد.

الباحثان أنتوني كوردسمان وأرليه بورك حللا الأزمة الأخيرة من منظور اجتماعي واقتصادي وأمني في تقرير بعنوان ” الأزمة في إيران: وماذا الآن“

انقسامات إيران

توجد العديد من الانقسامات العميقة في الشعب الإيراني بين أقلية متعلمة وحضارية وشعب ريفي متدين ومتشدد. وأظهرت الثورة الخضراء رغبة الإيرانيين في دولة أكثر حداثة وتطورا، مقابل تأييد آخرين لإصلاحات الخميني ويرون الغرب والسعودية مصدر تهديد لهم، كما أن الفرق بين المرشحين في الانتخابات أصبح كبيرا بين مؤيدين معتدلين، وبين متشددين لثورة دينية.

الجهود الأمنية الإيرانية

يتجاوز إنفاق إيران على الأمن ميزانيتها العامة، فأنفقت إيران نحو 25 مليار دولار لإنشاء قاعدة دفاعية والتدخل في دول مثل العراق وسوريا ودعم أنشطة الحرس الثوري الإسلامي والباسيج وكذلك منح النظام أدوات قوية جدا لقمع أي معارضة، فبلغ مجموع القوات العسكرية الإيرانية حتى الآن 523 ألفا، بالإضافة إلى تجنيد ونشر قوات تطوعية في سوريا يسيطر عليها الحرس الثوري المرتبط بالمرشد الأعلى وليس الحكومة.

الأسباب السياسية والحكومية

تعد الإخفاقات الداخلية للنظام هي السبب الرئيس للاضطرابات في إيران، وتشمل السياسيات الاقتصادية الفاشلة والجهود المبذولة للسيطرة على حياة الإيرانيين اليومية وتفاقم الفساد والإصرار على جانب ضيق من الدين . حيث أكبر القضايا ليست اقتصادية، وإنما تقييد الحياة الاجتماعية.

تعاني الغالبية العظمى من الشعب الإيراني من سوء إدارة الاقتصاد بسبب تكاليف الحروب التي يشنها النظام، مما يفسر تركز الاحتجاجات في طهران ومن ثم انتشارها في باقي البلاد. وأظهرت تقارير من صندوق النقد الدولي ووكالة المخابرات المركزية والبنك الدولي أبرز الخطوط الرئيسة في المشاكل الاقتصادية في إيران.