السفسيف الأحسائي الهدية الأغلى بين الجيران

السبت - 13 يناير 2018

Sat - 13 Jan 2018

شهد مهرجان «ويا التمر أحلى 2018» المقام في مركز المعارض بالهفوف، وتنظمه أمانة الأحساء بالتعاون مع غرفة الأحساء والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وقوف أم إبراهيم القرشي على أقدامها أمام آلاف الزوار لتصنع تمر «السفسيف الحساوي» الذي يحلو للبعض تسميته «حلوى الشتاء»، إذ يتميز بفوائد التمر المعروفة إلى جانب الدبس والمواد المضافة، التي تكسب الجسم الطاقة والنشاط والحيوية.

وأوضحت القرشي أن «السفسيف الأحسائي» هو نوع من التمور وأفضل الحلويات الأحسائية، التي تتقن صنعه يدويا، موضحة حضوره الكبير في معظم المناسبات الاجتماعية، وبقي منذ زمن طويل الهدية الأغلى بين الجيران، ويعد طبق الحلوى المحلي وسط منافسة حلويات من ماركات عالمية، كما يعد من مواد الضيافة للمائدة الشتوية، إذ يتميز بفوائد التمر المعروفة.

وأفادت القرشي بأنها تختار حبات تمر الرزيز بعناية، وهو أحد أنواع التمور الكثيرة التي تتميز بها الأحساء، ليعد بها طبق السفسيف، ويفضل الحبة الصغيرة، التي تميل إلى السواد، وبعد غسله وتنظيفه جيدا، تبدأ عملية شق كل حبة بسكين صغيرة، وتزال النواة، وتستبدل بالمكسرات، والأحسائيون لا يحبذون نزع النواة، إلا أن المكسرات دخلت في السنوات الأخيرة، باعتبارها عامل تزيين إضافي له.

وبينت أن إزالة النواة ليست ضرورية، ولكن بعضهم يفضل ذلك، وبعد الانتهاء من هذه المرحلة يرش الزنجبيل المطحون والسمسم المحمص ونبتة الحلوة «الكمون الحلو»، وبعد كل طبقة يصب الدبس بكثرة، وهكذا حتى يتغطى التمر به، ويصبح جاهزا للتقديم.

و‏يواصل المهرجان فعالياته وسط حضور كثيف من الأهالي والزوار من مناطق ومدن المملكة، حيث يتضمن عددا من البرامج والأنشطة التوعوية والثقافية والتدريبية، كما يقدم لزواره فعاليات تراثية وحرفية تحاكي التراث العريق، ويعمل على زيادة الفرص الاستثمارية في قطاع النخيل والتمور وتسويقها.

وأوضح أمين عام غرفة الأحساء عبدالله النشوان، أن مهرجان تسويق تمور الأحساء المصنعة في نسخه الماضية والنسخة الحالية «ويا التمر أحلى 2018» يهدف إلى العمل على توسيع النطاق التسويقي للتمور، وجذب القوة الشرائية على المستوى الإقليمي بطرق متطورة وتنظيم آليات البيع، وتشجيع المنتجات الوطنية لتكون ذات جودة عالية على مستوى السوق العالمية، وتعريف المجتمع المحلي والدولي بأهمية النخيل وثماره وفوائده الصحية، مشيرا إلى تحويل التمور إلى منتج اقتصادي مهم، وربط المستثمرين بمجال التمور من داخل وخارج المملكة بسوق الأحساء للتمور.

وبين أن هذه النسخة من المهرجان شهدت دخول شركات مهمة في إنتاج التمور المصنعة، وذلك بهدف إكساب الخبرات ورفع مستوى مهارات الجودة في التسويق والعرض، مشيدا بالتكاتف الذي تشهده الأحساء بين الجهات المختلفة لرفع سمعة المحافظة، ولإنجاح المهرجان، لافتا الانتباه إلى أن المهرجان أصبح معلما من معالم الأحساء وينتظره الجمهور كل عام، حيث استطاع أن يغير الأنماط الاستهلاكية.

وشهد معرض «عبير الأحساء للفنون التشكيلية» الذي يقام ضمن فعاليات المهرجان نجاح الفنان التركي غريب آني في جذب فئة كبيرة من المهتمين بالفن التشكيلي أثناء قيامه برسم نخيل الأحساء والزراعة عن طريق فن الرسم على سطح الماء أمام الحضور.