إن الله كان عليكم رقيبا

الخميس - 11 يناير 2018

Thu - 11 Jan 2018

أثار مقطع فيديو، انتشر لعدد من الممرضات مع رضيع، الرأي العام وذكرني بموقف حدثتني به قبل فترة إحدى صديقاتي عند زيارتها لإحدى المستشفيات وسخرية الطبيب منها هو والممرضة التي معه عند حديثه معها بلغة أجنبية دون أن يتوقع معرفتها بهذه اللغة إلا بعد أن خرجت غاضبة من عيادته بعد أن ردت على كلامه مع ممرضته بنفس اللغة التي كان يتحدثها وهي تمزق وصفة الدواء التي كتبها لها وتلقي بها أمامه في دهشة منه.

بعيدا عن الرقابة قد يغفل البعض مسؤوليته، وينسى أنه مراقب من قبل الله عزو جل عما يفعله ويقوله، ويظن أن العمل واجب يقوم به خلال فترة دوامه على النحو الذي يروق له دون أن يراقب سلوكه وأفعاله، فيظن أن من حقه أن يستغل وظيفته، أو يسخر من غيره، أو يسخر غيره له، أو يرهقه بما لا يطيق أو يعنفه.

والطامة الكبرى أن تكون السخرية من رضيع والاستهزاء بمريض أو ضعيف، حينها يصبح الأمر خطيرا يجب أن نقف عنده، والخلل كبير يجب أن نعالجه، والانحراف سلوكا يجب أن نواجهه بكافة الأساليب النظرية والعملية، ويجب أن نعمل على ترسيخ مفهوم الإحسان الذي حفظناه وظللنا نردده «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

نحن بحاجة إلى أن نجعل هذا الحديث سلوكا يلازمنا في كل زمان ومكان، فالإحسان إجادة العمل وإتقانه والإخلاص فيه، وشعورك بمراقبة الله لك الذي يجعلك تقوم به على أكمل وجه دون سخط أو جزع ولكن خشية من الله وتعظيما له.

فالشخص الذي يستشعر رقابة الله له لا يمكن أن يحمل أفكارا سلبية تجاه الآخرين أو يقوم بتصرفات خاطئة أو عدائية نحوهم أبدا.

يقول أبو العتاهية:

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل * خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل سـاعة * ولا أن ما يخفى عليه يغيب

وصدق الله تعالى (إن الله كان عليكم رقيبا).