تونسي: نحن وراء غياب القدرة المجازية عند الطفل

الثلاثاء - 09 يناير 2018

Tue - 09 Jan 2018

انتقدت المؤلفة داليا تونسي ضعف المحتوى الذي قدمه تاريخ أدب الأطفال في العالم العربي، مشيرة إلى أنه أسهم في تكريس صورة سلبية تحجم وعي الطفل وتحصره في زاوية المتلقي لمجموعة من النصائح المقولبة والجاهزة التي يقدمها الكبار وفقا لما يرونه صحيحا.

وقالت تونسي، وهي المشرفة على برنامج بصيرة لتعليم التفكير الفلسفي للسيدات والصغار «علينا أن نحدد من هو الطفل الذي نرغب أن نقدم له النموذج الأدبي، هل هو إسفنجة تستقبل أي معلومة دون تمييز؟ أم هو ورقة بيضاء نرسم عليها ما نشاء، أو عجينة نشكلها كما نريد وحسب رؤيتنا للحياة؟».

تونسي رحبت بنماذج أدب الطفل التي قدمت نماذج مغايرة في الفترة الأخيرة، مؤكدة أن تجديد هذا الأدب بات ضروريا لمخاطبة طفل القرن الـ21، والذي أصبح يقف على مسافة وعي قريبة جدا من البالغ، كما أنه يعد أكثر تعقيدا من طفل الماضي الذي تلقى المعرفة من الأهل والحكواتي وغيرهم.

وأضافت «فكرة الوصاية انتهت، وهي لم تكن فكرة عملية في أساسها، إذ لا يمكن مراقبة وتتبع كل مصادر الأدب التي يتلقاها الطفل، وقد أدرك الغرب هذا الواقع فوضع تصنيفات للكتب بحسب الفئات العمرية، في حين أن العالم العربي لم يقم بهذا التصنيف حتى الآن».

في جانب آخر، لا تتفق تونسي مع تقديم المحتوى المباشر للطفل، فتقول «نريد أن يكون الطفل أكثر استعدادا للمجاز والتورية والمعاني المعقدة، وهذا لا يتعارض مع التبسيط، الطفل جاهز جدا ولديه قدرة على العيش في عالم كامل يخلقه لنفسه ويقلب كل الأشياء بشكل مجازي ويؤنسنها، الطفل يرسم خربشات لا نستطيع تمييزها ويسميها بأسماء معينة ويعتبرها أشياء معينة، إنه قادر بالفطرة على صنع المجاز والعيش فيه، ونحن الذين نغيب فيه هذه القدرة».

وأشارت إلى أنها مع الأدب الذي يثري عوالم الطفل ويعلمه مفردات جديدة، كما تقف ضد ما وصفته بـ»التفرقة الشديدة» بين التراكيب الأدبية التي يستخدمها المؤلفون مع الصغار عن تلك التي يكتبونها للكبار، وتساءلت «هل يجب أن نقدم للطفل أدبا يعرض له العالم بصورة مطابقة لحياته وظرفه الاجتماعي؟ ألا يؤخر هذا في النمو الثقافي للطفل ويعيده إلى زمن الصرامة التربوية؟».

وتضيف «لدينا نزعة لحماية الأطفال من عوالم الكبار المضطربة والحفاظ على براءته أكبر قدر ممكن من الوقت، في حين أن من أدوار أدب الطفل تعريف الطفل بأن العالم مليء باللا معقولية، وأن يقدم له جانبا من تعقيد العالم ويكثف التجارب والحكايات ويعطيهم الخلاصات».

مؤلفات تونسي في أدب الطفل:

مذكرات صائمة

كتاب التساؤلات

جزيرة الأوراق (يصدر قريبا)

الأكثر قراءة