نصيحة صديقي والفهم الخاطئ

الثلاثاء - 09 يناير 2018

Tue - 09 Jan 2018

في هذا العصر المادي الذي يشكو من قلة المشاعر بين الناس، تكتشف بين الفينة والأخرى أن هناك من لا يزال يمنح الحب لجميع الناس القاطنين في هذا العالم الكبير، لدرجة أنه يتمنى أن يكون دليلا للخير لهم جميعا، فهو يحرص على نصيحة كل من هم حوله، فيتعرض أحيانا (للفهم الخاطئ) من البعض، فهناك من يعتقد أو يظن بأن النصيحة هي تقليل من القدر والفكر، مما يجعل تعامله مع النصيحة حادا إلى درجة اعتبارها انتقاصا منه، كما أسلفت سابقا، وهذا فهم خاطئ للنصيحة، وخطأ كبير وقعت به أنا «كاتب هذه السطور» بعد أن تلقيت نصيحة من صديقي الشفاف إلى درجة النقاء، وهذه الشفافية جعلته يظن بأنني سأتقبل توجيهه على أنه نصيحة بدون أي تأويل أيا كان، ولأنني لا أتمتع بالتأني (كما أعتقد) فقد سارعت بالرد الذي لم يكن يتوقعه صديقي، بل أكثر من ذلك، فقد كان صادما له لدرجة أنه قرر أن تكون تلك النصيحة هي الأخيرة التي يقدمها لي!

لحظتها وبكل صدق وأمانة شعرت بأنني خسرت شيئا عظيما يتلخص في المقولة الشهيرة (صديقك من صدقك)، بالفعل هذه هي الحقيقة، فالنصيحة من الصديق الوفي ليست انتقاصا كما ظننت وكما يظن البعض، بل هي حرص من هذا الصديق على أن يراك في وضع أفضل مما أنت عليه الآن، وقد حثنا النبي عليه الصلاة والسلام على النصيحة في قوله (الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).

لذا عزيزي قارئ هذه السطور، لا تقع فيما وقعت به أنا من فهم خاطئ لنصيحة، وتعامل مع النصيحة بهدوء وبتأن، وبقراءة صحيحة، فهي - أي النصيحة - قد ترقى إلى مرتبة النقد البناء الذي يسهم في تطورك وتقدمك في مجالك الذي تبحث من خلاله عن البروز والنجاح.

آخر كلام: عذرا صديقي، وليس غريبا أن تكون سفيرا للنوايا الحسنة، ولست مسؤولا عن ظنون الآخرين، بل مسؤول عن نشر مفهوم النوايا الحسنة.. فواصل النصيحة.