الطائف بين الواقع والمأمول

الثلاثاء - 09 يناير 2018

Tue - 09 Jan 2018

«الطائف» مدينة الجمال، ومصيف المملكة الأول، حباها الله بطبيعة ساحرة ومناخ رائع، لسنوات مضت كانت مقصد الزوار والمصطافين من كل مكان، وما زالت تحتفظ ببعض بريقها الذي بدأ يضعف شيئا فشيئا بسبب ما تعانيه من الإهمال وقصور الخدمات وتكاسل المسؤولين فيها.

إن من حق الطائف أن تأخذ نصيبها ودورها في مشاريع التنمية والاهتمام الإعلامي، فهذه المدينة الساحرة مظلومة إعلاميا إلا من بعض محاولات أبنائها في تسليط الضوء عليها، وعلى مواطن الجمال فيها وعلى ما تحتاج إليه.

إن مساحة الطائف وامتدادها الجغرافي الكبير وربطها بين مدن المملكة تجعلها محطة عبور للكثير من المسافرين عبر المملكة والخليج، وهذا يجعلها محط أنظار الجميع، ولعل المسؤولين فيها لم يدركوا هذا، فما زالت المحافظة تحتاج الكثير والكثير من الخدمات التنموية والبنى التحتية، والاهتمام بالتشجير والجمال لمداخل المدينة ومخارجها، ورفع مستوى النظافة فيها.

لقد أصبحت مدينتي الجميلة مدفونة في كومة من النفايات، وتحت وطأة الإهمال ومخلفات البناء والحفريات، لقد أصبحت سخرية المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي، فلماذا ومن المسؤول عن ذلك؟ ومن يريد تشويه صورة هذه المدينة؟

لقد أصبحت الردف والشفا والهدا معالم الجمال الساحرة والطبيعة الربانية مكبات للنفايات ومأوى للحيوانات الضالة والعمالة المتخلفة فمن المسؤول عن ذلك؟

نحتاج لوقفة صارمة ومحاسبة صريحة لكل من جعل عروس المصايف بهذا الشكل المزري، لكل من حرمها أن تكون في مصاف المدن الراقية، نحتاج للاهتمام والدعم والمتابعة والعقل والفكر ووقفة من أبناء المنطقة ورجال الأعمال فيها، للنهوض بها ونفض الغبار عنها، نريدها عروسا باسمة تفتح ذراعيها لتحضن أحبتها بفرح، نريد أن يعود للطائف مجدها وبريقها الآسر للقلوب.

نريد من أمانة الطائف أن تنفض عنها غبار الكسل وتنظر في وضع هذه المدينة وتعمل على تطويرها وبث الروح فيها من جديد، والعمل على توفير المشاريع التي تخدم المنطقة وأبناءها، وأن توقف كل ما من شأنه تشويه طبيعة المنطقة.

الطائف مدينة تمتلك جميع مقومات السياحة، ولكنها لم تستثمر بشكل صحيح ولم تحظ بالاهتمام الملائم الذي يجعل منها مدينة عصرية متطورة، وربما يعود ذلك لضعف التخطيط للمشاريع التنموية وعدم الإلمام بما تحتاج له المحافظة، فهي تحتاج الكثير خاصة بعد تدشين المشاريع المتعلقة بسوق عكاظ والطائف الجديد ومطار الطائف الدولي.

لقد رغبت في مقالي هذا أن ألقي بعض الضوء على هذه المحافظة وما تحتاج إليه، لعله يجد صدى عند المسؤولين والقائمين عليها.