فايع آل مشيرة عسيري

القمقم الكهنوتي وثورة الجوع!

الجمعة - 05 يناير 2018

Fri - 05 Jan 2018

أربعة عقود ونظام الملالي الإيراني يجثم على شعب الـ 80 مليون نسمة، والذي يمثله 46% من الفرس، والأذريون بنسبة 24% ثم جيلاك ومازندرانيون بنسبة 8%، والأكراد 7%، والعرب 7%، ولور 2%، وبلوش 2%، وتركمان 2%، وأعراق أخرى بنسبة 1%.

هذا النظام عاش على تزييف الحقيقة أمام شعبه المكلوم بالفقر والجوع والبطالة والعوز فهناك 40 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، بحسب إحصاءات نشرها عدد من المنظمات الدولية لعام 2017!

إيران تعاني من ترهل وضعضعة في بنيتها الاقتصادية بعد أن كشف تقرير للأمم المتحدة عن الأوضاع المعيشية في إيران أن هناك 11 مليون عائلة تعيش في 130 ألف منطقة عشوائية في مختلف أرجاء إيران، ويعيش بعض تلك العائلات في المقابر وسط ظروف معيشية مزرية، فالأمراض الخطيرة تهاجمهم كل يوم كالسل والسرطان، كل هذا وأكثر، وما تزال خطابات النظام الإيراني تعيش بمعزل عن الحقيقة الإعلامية وهو يحاول جاهدا تجميل الصورة المهترئة بشعارات براقة لم تعد صامدة في وجه ثورة المدنيين الإيرانيين «ثورة الجوع»، ولم تعد تنطلي على عقول شعب عانى الكثير والكثير من تخبطات هذا الحكم الطائش الذي لا يبحث إلا عن مصالحه الشخصية دون مراعاة لقضايا شعب لا يجد مقاومات الحياة الأساسية. هذه الثورة الجائعة دقت ناقوس الخطر في العاصمة الإيرانية «طهران» بعدما خرجت من قمقم النظام الإيراني الإرهابي القديم الذي ما زال يحاول تكميم الأفواه وتحجيم حرية الشعب الإيراني، وما تزال محاولات ذر الرماد في العيون ونقل ملف القضية الحالية «ثورة الجوع» الشعبية الواقعية في المشهد الإيراني إلى ميادين إعلامية أخرى كاذبة معنية بأنها محاولات لإثارة الرأي العام الإيراني، وقد تمت السيطرة عليها، وترديد أنها ثورة تخدم أجندة خارجية والشعب الإيراني يعيش في بحبوحة العيش ورغد الحياة الاجتماعية، كما تمررها قناة الجزيرة القطرية بسذاجة إخبارية تفتقد لكثير من المصداقية. وما إقفال برامج التواصل الاجتماعي بطريقة بدائية فيها الكثير من الرعب الهيستيري إلا مخاوف قادمة من سقوط حكم الملالي الإجرامي وفي أي لحظة!

هذه الثورة أتت لتدق في نعش الأمن الداخلي الإيراني المتهالك، وفي مقدمته الحرس الثوري الذي سخر كل طاقاته وأجهزته واهتمامه المباشر وغير المباشر في الدول الأخرى بغية الجشع والتوسع المزعوم، كما يحدث في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ليأتي بيان وزارة الخارجية الأمريكية الداعم للثورة الشعبية الإيرانية ضد ما أسماه بحرية الشعوب ضد من يحاول قمع حرياتها ومحذرا من مغبة دعم النظام الإيراني المتهاوي في سبيل إحباط ثورة شعب على نظام ظالم مستبد!

يمر النظام الإيراني الحالي بحالة من الارتباك السياسي والاقتصادي على الصعيدين الخارجي والداخلي، بعد ملفه الأسود وثبوت تورطه في سقوط دول ودعمه للمنظمات الإرهابية حول العالم كحزب الله اللبناني الإرهابي وميليشيات الحوثي الإرهابية والقتل وسفك الدماء والتخريب والقلاقل في الشرق الأوسط عامة ودول الجوار خاصة، وكل ذلك يتعلق بمصالحه وخدمة سياساته التي لا تقوم إلا على الفساد والدمار فقط.

ومضة:

«الموت لخامنئي»، «إننا نتسول وأنتم كالآلهة»، «الموت لحزب الله».. والكثير من الهتافات من قلب المدن الإيرانية ما هي إلا صورة حية لكل مواطن إيراني بدأ يفكر في مرحلة جديدة كي يستعيد حريته المسلوبة بعد أن جثم عليها نظام الملالي أربعة عقود، ولم يجن منها الشعب إلا الغلاء والفقر والفساد والحروب والمرض وإهدار ثروة الشعب الإيراني في دعم المنظمات الإرهابية تارة، وإثارة الفتن وإراقة الدماء تارات أخرى.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال