حساب المواطن.. المأمول والواقع

الأربعاء - 03 يناير 2018

Wed - 03 Jan 2018

حسنا فعلت الحسابات المتعلقة بحساب المواطن كتوتيتر وغيرها من وسائل الاتصال حين عمدت إلى استقبال شكاوى المواطنين والرد على تساؤلاتهم واستفساراتهم عبر تغريدات مبسطة وسهلة المضمون، لكنها مستوفية لسبر كمية التساؤلات التي لازمت الناس خلال إعلان البرنامج، فهناك العديد من الاستفهامات والاستفسارات التي كانت تتعلق بهذا الحساب الفتي والجديد على مستوى الخدمات التي تقدمها حكومتنا الرشيدة، فالكثير من المواطنين كانوا وما زالوا في حاجة ماسة إلى من يجيب على تلك التساؤلات.

وقد قمت بمتابعة بعض تلك التغريدات فوجدت فيها الأجوبة الشافية الكافية لكثير من التساؤلات المطروحة على صعيد هذا البرنامج، وحسنا فعلت أيضا البوابة الالكترونية ببرنامج حساب المواطن حين فتحت باب الاعتراضات على قرار عدم أهلية عدد من المواطنين المتقدمين والمسجلين فيه واستقبال شكاواهم على نتائج عدم الاستحقاقات النقدية بعد مرور خمسة أيام من إيداع المبالغ للمستحقين في حساب المواطنين.

فمثل هذه الخطوة من استقبال الاعتراضات لها مردود إيجابي وفعالية مهمة في سياق التجاوب السريع لكثير من الإشكاليات التي رافقت عملية توزيع المستحقات، لا سيما أن الكثير من المواطنين لم يتوقع قيمة المبالغ المودعة في الحسابات، فالمبالغ الضئيلة نوعا ما كانت مخالفة للتوقعات، فالتوقعات كانت قد جاوزت الحد الأدنى المعلن من قبل المعنيين في برنامج حساب المواطن، والظنون التي راودت البعض فاقت بكثير نسبة مبلغ الثلاثمائة ريال وهي الحد الأدنى في الدفعة الأولى في هذا البرنامج بحسب السياسات المعتمدة للأسرة الواحدة والفرد المستقل.إن الهالة الخاطئة التي أحاطت ببرنامج حساب المواطن والضبابية التي دارت حوله كانت بسبب عدم معرفة الكثير بسياسة البرنامج في عملية الاستحقاق، بدورهم اعترض الناس على مقدار المبلغ المستحق غير أن الإشكالية التي ما تزال قائمة إلى الآن هي أن العديد ممن وجدوا أنفسهم خارج تشكيلة حساب المواطن ولم يشملهم النظام، وبعبارة أدق ليسوا مؤهلين لاستحقاق مبلغ البرنامج.

أضف إلى ذلك أن ربط الكثير من المواطنين هذا الإيداع بفرض الضريبة السوقية التي ستؤدي إلى غلاء المعيشة وارتفاع فاتورة الكهرباء والماء دون النظر إلى مبدأ التوزيع لعدد أفراد الأسر والدخل، ربما فتحت المدة الزمنية الفاصلة والطويلة بين توقيت إقرار هذا البرنامج وبين عملية الإيداع باب التنبؤات والتخمينات على مصراعيه ليصطدم المواطن بواقع مخالف لتوقعاته التي بنى عليها الكثير من الأحلام، فهذا الحساب كما هو معلن يستهدف تعويض المواطنين منخفضي ومتوسطي الدخل عن أي زيادات في أسعار موارد الطاقة، مع الأخذ بعين الاعتبار دخل المواطن وعدد أفراد الأسرة وعدد الوحدات والعقارات المملوكة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال