عبدالله المزهر

العرب المستكلبة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 03 يناير 2018

Wed - 03 Jan 2018

يقسم المؤرخون والمهتمون بأنساب السلالات البشرية العرب إلى عرب عاربة وعرب مستعربة وعرب بائدة، والعرب العاربة هم القحطانيون، أبناء قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.

والعرب المستعربة هم «العدنانيون» وينتسبون إلى عدنان من نسل سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وسموا بالمستعربين لأن إسماعيل تزوج من رعلة وتعلم العربية من قبيلتها «جرهم»، وصار نسلهما من العرب.

أما العرب البائدة فهم الذين اختفوا من الوجود بشكل أبدي مثل أقوام عاد، وثمود، وجديس، وعبيل، وجرهم، وغيرهم.

وهذه التقسيمات محل خلاف بين الزملاء المؤرخين والأمر فيه سعة إن شاء الله، والتقسيمات ليست نهائية، فما زال المجال مفتوحا للإضافة والتعديل والحذف. المؤرخون الذين اتفقوا على هذه التصنيفات كلهم من المتقدمين الذين فاتهم إضافة ظهور أصناف أخرى من الجنس العربي.

وهذا أمر يبدو طبيعيا فالطفرات الجينية التي لا يحسب حسابها تحدث أحيانا في بعض السلالات في مملكة الكائنات الحية.

وأسجل لنفسي حقوق اكتشاف وتسمية نوع جديد من المخلوقات العربية، وأعني «العرب المستكلبة»، وهذا النوع الفريد من العرب أكثر أعجمية من العجم أنفسهم، ويمكن للزملاء الباحثين ملاحظة ذلك من خلال تصرفات هذه الفئة ومواقفهم من الأشياء ونظرتهم للحياة.

هم مثلا يرفعون صورة الخميني وخامنئي وروحاني في الوقت الذي يحرقها الفرس أنفسهم، هم يؤمنون بولاية الولي الفقيه أكثر مما يؤمن بها أبناء الولي الفقيه شخصيا.

لديهم استعداد غريزي لتدمير أوطانهم ومجتمعاتهم من أجل فارسي يرفضه الفرس والعجم والعرب في بلاده. هذا الكائن لديه مشكلة في البصيرة، فهو لا يلاحظ كيف انتهى الأمر بأمثاله الذين سبقوه في الاستكلاب، ولذلك يكرر نفس تصرفاتهم وبذات الأسلوب والطريقة التي تعني حتما أن مصيره لا يختلف عن مصيرهم.

ويتميز هذا الصنف بأنه أيقونة للتخلف والسذاجة والغباء، وهي أهم الشروط التي تساعد من يريد أن يستخدمه كأداة للأذى البعيد، لكنه يستحيل أن يعتمد عليه في غير ذلك.

تخيلوا ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ أن عبدالملك الحوثي كان إيرانيا، هل تتوقعون أنه يمكن أن يعتمد عليه في أي أمر داخلي أو تسند إليه أي مهمة؟ قطعا لن يثقوا بقدراته العقلية حتى في تعيينه حارسا لمدرسة في ريف أصفهان ـ مع التقدير والاحترام لحراس المدارس في كل أصقاع المعمورة ـ لكنهم يقبلونه «زعيما» في اليمن. لأنه يجيد التنفيذ ولا يحسن التفكير.

القنوات التلفزيونية «العربية» التي تملأ الدنيا ضجيجا عن حتمية الثورات، والتي لا تكف تحدث الناس عن الحريات والانعتاق من الاستبداد، والتي أصابها الخرس حين انتفض الإيرانيون يبحثون عن الحرية. لم يكن صمتها شيئا مستغربا، هي ببساطة تمارس عادة أصيلة وصفة متوارثة لدى العرب المستكلبة. وهذا شيء يحترم لا شك.

وعلى أي حال..

أعتذر إن بدا في هذا المقال شيء من الإساءة أو الإجحاف تجاه أي مخلوق، وإن كنت مطمئنا بأنه لن يغضب أحد لأن الكلاب لا تجيد القراءة.

agrni@