السياسة القطرية.. خارطة سباستيان وكأس العالم!

الأربعاء - 03 يناير 2018

Wed - 03 Jan 2018

«سباستيان سوريا» لاعب من أوروجواي جنسته قطر لتمثيل المنتخب في بطولة كأس العالم وغيرها من البطولات ضمن خارطة التجنيس المعتمدة من الحكومة، وتراهن على نجاحها لتحقيق ما يصبو إليه دهاة سياستها!

بذلت قطر جهودا استثنائية للظفر بفرصة تنظيم البطولة العالمية، ودفعت الأموال في كل الاتجاهات لحلحلة العوائق، ولي أذرعة المعارضين بـ(خشم الريال)!

وأمكن تحقيق ما يبدو أنه انتصار بعد ترشيحات يعتقد أنها صورية!

من يتابع الشأن القطري يلاحظ محدودية الأشخاص المسيطرين على المشهد القطري الحالي، يتقدمهم بعض من عرب الشمال المستفيدين من الأوضاع السائدة للابتزاز والتحكم في صناعة القرار القطري، مع غياب الخبرات المحلية!

الشعب القطري يضرب بجذوره في أعماق تاريخ شبه الجزيرة العربية، ويسير في توجهاته مع نسيجه الخليجي، وعمقه العربي المسلم، وهو فقط من سيتمكن من إعادة الأمور إلى المسار الصحيح، نسيجه يتكون من قبائل أصيلة لها امتداداتها في مختلف نواحي الجزيرة العربية، مع مجموعات صغيرة لها مكانتها، وجاليات مؤثرة من العمالة الوافدة من الهند وباكستان غالبا، وما يثير الخوف من ضياع الهوية القطرية حاليا هو تزايد أعمال التجنيس والانحدار الخطير في نسبة السكان الأصليين إلى إجمالي السكان!

«شين زهو» بطلة قطرية في الشطرنج شاركت في بطولة الملك سلمان للشطرنج، و»شادن وهدان» بطلة قطرية أخرى في الجمباز سترفع علم بلادها في بطولات عالمية!

كل ذلك كان أمرا مثيرا تسبب فيه من يبحثون عن الشهرة على حساب الوطنية والانتماء، وهروبا من الشعور بالنقص، ويتوهمون تحقيق انتصارات عالمية باسم قطر وأهلها الذين سبق أن أبدوا امتعاضهم من عدم وجود لاعب قطري في بعض المنتخبات، مقابل اعتماد الحكومة على (التجنيس مقابل المال) ليتخذ من المال مطية، حيث أثار الجدل باستخدامه بشكل غير قانوني للفوز بتنظيم بطولة كأس العالم 2022!

ووفق هذه السياسة وصل عدد الجنسيات التي تلعب في منتخب كرة القدم 12 جنسية وخمس لغات مختلفة تتطلب توفير أطقم متكاملة للترجمة!

ذلك الأسلوب الممنهج ألغى فكرة الانتماء الوطني، وأنهى مفهوم التنافس الرياضي بين الدول!

الفشل لهذه الخارطة متوقع نظرا لسجلات التزوير وعمليات التجنيس والأموال المدفوعة للفوز بالترشيح، إضافة إلى عدم رضا غالبية القطريين بالتوجه الحالي للنظام وانكفائه تحت مظلات خارجية!

منظمة دولية كبرى بقامة الاتحاد الدولي لكرة القدم لن تشرعن الفساد ولن تقبل باهتزاز صورة المنظمة، وعليه يتوقع قرب صدور قرار سحب البطولة وإسنادها إلى دولة أخرى من دول الشرق الأوسط! وأن فرصة تنظيم كأس العالم قد ذهبت، وذهبت معها الدراهم، ومشاريعها الأسطورية، وسيذهب الأشخاص القابعون خلف هذه الخسائر المؤلمة للسياسة القطرية وشعبها الأصيل!

@asaud43