"ثورة الشك" في الرياض تعصف بنظام طهران

الثلاثاء - 02 يناير 2018

Tue - 02 Jan 2018

بدأ نظام طهران فعليا في التداعي أمام ثورة الاحتجاجات العارمة التي تجتاح مدن البلاد، إذ بات أركان النظام يتحدثون صراحة عن دور سعودي في الأحداث التي تجري في طهران وعشرات المدن الإيرانية، ليهربوا من ثورة الشعب إلى «ثورة الشك» عنوان القصيدة السعودية الخالدة للأمير الراحل عبدالله الفيصل، مع فارق التشبيه من حيث موضوعها.

ففي مؤشر على ضيق الخناق على ملالي طهران، وصف المرشد الأعلى علي خامنئي في أول تعليق له عبر موقعه الرسمي، المحتجين بعملاء الخارج، وأنهم مجرد أدوات بأيدي أعداء إيران الذين يستخدمون المال والسياسة والسلاح والمخابرات. في حين هرب الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، عبر حوار مع قناة الميادين نشرته وكالة إيسنا إلى فزاعة الانترنت والهاشتاقات والحرب بالوكالة ضد شعب إيران من قبل سعوديين، زاعما أن الدراسات تقول إن 27% من الهاشتاقات أطلقها سعوديون، لكنه يستدرك بشكل لا عقلاني حتى لا يقع في فخ تمجيد السعوديين بأنهم يطلقون الهاشتاقات فقط، وتنفذها كما يزعم إسرائيل والغرب، لأن السعوديين ليست لديهم المقدرة. ولم يفوت شمخاني التعريج على الخصوم السياسيين الذين وصفهم بالمنافقين (أعضاء مجاهدي خلق)، وأنهم أيضا أدوات في مؤسسة الهاشتاقات السعودية. تخبط تصريحات شمخاني يعكس حال النظام في طهران، إذ يهدد بأن السعوديين سينالون الرد المناسب من إيران، قائلا: من حيث لا يدركون سينالون هذا الرد، ويتابع بذات المنطق أن السعودية تتدخل في إيران وتثير الشعب الإيراني الفطن لأنها لا تستطيع أن تغطي على الأضرار والخسائر في اليمن.وفي ذات سياق المحاولات البائسة التي يعترف من خلالها النظام بمشكلاته الاقتصادية، يزعم شمخاني أنها تشبه مشكلات أمريكا، وهي ناجمة عن الحرب والعقوبات وبعض نقاط الضعف الإداري، وأنهم يقفون على نقاط الضعف، مع علمهم بأنها ستصبح محل السؤال من جانب الشعب.

لكن أمين المجلس الأهم أمنيا في منظومة النظام يكشف في الختام بسذاجة عن مبرر ادعاءاته ضد السعودية وفق ما يتوهم، وينصب نفسه وكيلا في الحديث عن الشعب الإيراني، متطلعا لاستثارته بالقول: إن حساسية الشعب الإيراني تجاه التدخل السعودي في الشؤون الإيرانية أكثر من حساسيته تجاه تدخلات ترمب.