النظام الإيراني يخفي أعداد القتلى ويستجدي المتظاهرين بحكاية المؤامرة

الاثنين - 01 يناير 2018

Mon - 01 Jan 2018

nnnnnnnu0627u0644u0627u062du062au062cu0627u062cu0627u062a u0639u0645u062a u0627u0644u0645u062fu0646 u0627u0644u0625u064au0631u0627u0646u064au0629                                                       (u0645u0643u0629)
الاحتجاجات عمت المدن الإيرانية (مكة)
أكد متابعون وسياسيون أن ما يجري في إيران من مظاهرات واحتجاجات يعكس حجم تذمر الشعب الإيراني من النظام الإرهابي الذي أنفق مليارات الدولارات لتكديس الأسلحة وصناعة الصواريخ الباليستية لتهديد دول الجوار، وجوع شعبه.

وعلى الرغم من أن المظاهرات الجارية على الأرض في إيران بدأت طبيعية دون تأثير أحزاب أو قيادات سياسية، إلا أنها تحولت إلى انتفاضة شعبية عارمة وثورة للجياع الذين سئموا من العيش تحت القهر والفقر والذل والهوان، وتعكس في مضمونها وأماكن انطلاقها رسالة واضحة بأن الشعب بدأ ينتفض ضد النظام.

وكالعادة بدأ النظام الإيراني ممارسة سياسة الهروب من الواقع عبر التعلق بقشة ما سماها «المؤامرة»، متناسيا ما يمر به الشعب من جوع وفقر، ومتجاهلا إلمام شعبه بنظرية أن تصدير الثورة لم تعد نافعة أمام هذه الانتفاضة التي رددت هتافات تطالب بالخروج من سوريا، وشعارات تنادي بالموت لخامنئي وروحاني، وحتى الموت لحزب الله، ويعلم النظام أنها بداية رغبة الشعب الإيراني في الانقلاب على النظام.

ورغم ترديد النظام لأسطوانته المعتادة إلا أن الإيرانيين لم يعودوا يتأثرون بنظرية المؤامرة، التي تستهدف تغييب الوعي عن ظروف حياتهم، كما لم يعودوا يثقون بالآراء الدينية التي تحاول عبرها المرجعيات حكمهم والتسلط عليهم.

هروب من المسؤولية

رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد السلمي، أكد أن اتهامات نظام الملالي للمملكة بالوقوف خلف المظاهرات الإيرانية يمثل تهربا من المسؤولية، ويحاول النظام من خلال هذه التبريرات شيطنة الانتفاضة الشعبية وتخوين المواطنين الجياع.

وأوضح السلمي في تغريدات عبر حسابه في «تويتر»، أن سياسة العدو المتربص لن تقنع شخصا خرج جائعا يردد نريد رغيف خبز، مشيرا إلى أن هناك عجزا كبيرا ومساعي لإعمال العنف، وهذا قد يخيف النخب ولكنه لن يخيف الجائع.

وأشار إلى أن نظام الملالي عاجز حتى هذه اللحظة عن تقديم حلول للمظاهرات التي اشتعلت في عدد من المدن خلال الأيام الماضية، وأن الأوضاع في تصاعد مستمر ويبدو أنها لم تصل الذروة بعد رغم اعتراف النظام الإيراني بـ12 قتيلا من بين أعداد أكبر ما زال النظام يصر على عدم صحتها.

حالة متردية

من جهته، أكد المدير الإقليمي للمركز الديموقراطي العربي في الخليج غازي الحارثي لـ»مكة»، أن الشعب الإيراني قال كلمته، وأن الأمر ليس بجديد من الأساس بعد الثورة الخضراء عام 2009، خاصة أن الاحتجاجات تناولت في بدايتها، في مدن الأطراف مشهد وكرمان شاه، مشاكل الفساد وغلاء المعيشة وتردي الحالة الاقتصادية خاصة بعد رفع الحظر عن الأموال الإيرانية المحتجزة في أمريكا بعد الاتفاق النووي.

وقال «العالم متوجس ويترقب من الحالة القائمة، خاصة أنه لا توجد قيادة قطرية أو رسمية للتظاهرات، وبالتالي المشهد دفع الجميع إلى ترقب ما يمكن أن تصل إليه التظاهرات، وكيفية تعامل النظام الإيراني معها».

وأضاف «الشعب الإيراني قدم المشارط الممكنة لنجاح عملية قيصرية لا أشك للحظة أن النظام سيقمعها بقوة ويفتح النار على نفسه، وأن باقي العملية العالم مطالب بإكمالها إذا أراد النجاح في اختبار الجدية الحقيقية تجاه الصداع الإيراني الكبير».

إلى ذلك، اعترف التلفزيون الرسمي الإيراني أمس بسقوط 12 قتيلا في المظاهرات التي تشهدها البلاد لليوم السادس على التوالي، في الوقت الذي دفع فيه النظام الإيراني بقوات الباسيج «الحرس الثوري»، إلى الشارع لمواجهة المدنيين بعد أن فشلت الشرطة في التعامل معهم.

وعالميا، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس الأول على التظاهرات الحاشدة في الشوارع الإيرانية بأن نظام الملالي نهب ثروات البلاد وأموالها لدعم العناصر والتنظيمات الإرهابية في المنطقة، إضافة إلى مواصلته برامج تطوير أنظمة الصواريخ الباليستية، قائلا في تغريدة عبر حسابه في تويتر «احتجاجات كبيرة في إيران، أخيرا أصبح أفراد الشعب حكماء لمعرفة أن أموالهم وثرواتهم قد تمت سرقتها وإهدارها على الإرهاب، ويبدو أنهم لن يأخذوها بعد الآن».

ما هي علامات التمرد ضد النظام؟

1 تزايد أعداد المتظاهرين وارتفاع عدد المدن يفسر وجود غضب شعبي من ممارسات النظام تمثل بالمظاهرات.

2 حرق صور لرموز إيرانية، مثل الخميني وخامنئي وبعض المرجعيات الدينية، داخل إيران وفي مدينة مشهد وقم تحديدا يدل على أن الصبر قد بلغ منتهاه.

3ارتفاع عدد ضحايا المظاهرات، الذين قضوا على يد قوات الأمن الإيرانية، أدى إلى قيام السلطات الإيرانية بالسعي بكل قوة لإخفاء الأرقام والأدلة والصور، تجنبا لردود الأفعال.

4 حرق مقرات الحكومة والبنوك الخاصة بالحرس الثوري في عدد من المدن الإيرانية.

لماذا تظاهرات إيران؟

إيران ضمن البلدان الأعلى فسادا في العالم.

35%

ديونها تعادل 35% من الناتج المحلي.

131/176

موقعها في سلم مكافحة الفساد في المرتبة الـ131 من بين 176 دولة يرصدها مؤشر الشفافية العالمية.

30%

30% مليون مواطن تحت خط الفقر.

ميليشيات طائفية استفزت الشعب الإيراني بتصريحاتها حول أن أموالها وأسلحتها تأتيها من إيران.

60%

ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية فاقم من فقر ما نسبتهم 60%من الشعب الإيراني.