التعريفة الجديدة تغير بوصلة سوق المركبات

الاثنين - 01 يناير 2018

Mon - 01 Jan 2018

توقع مختصون في النفط وتجارة السيارات انخفاضا كبيرا في السيارات العائلية الأمريكية والأوروبية ذات 8 سلنر فأكثر، وكذلك المستهلكة لبنزين 95 أوكتان بعد رفع سعر اللتر بـ 127% ليصل الى 2.02 ريال، لافتين إلى التكلفة الباهظة لتعبئة الوقود، خصوصا لمن يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أعمالهم ومصالحهم تجعلهم يعيدون النظر في الوقود وحتى السيارة التي يستخدمونها، خاصة مع بدء تطبيق القيمة المضافة والعديد من الرسوم الأخرى، فيما أشار آخرون إلى أن الرفع الجديد لم يصل إلى السعر العالمي كما أنه أقل من الأسعار في أمريكا ودول أوروبية.

أقل من السعر العالمي

وقال النائب الأعلى السابق لرئيس أرامكو السعودية والخبير النفطي سداد الحسيني إنه بالرغم من رفع سعر لتر البنزين 95 و 91 بنسبة 127 للأول و 85% للثاني ليصلا إلى 2.02 ريال و 1.37 ريال على التوالي، إلا أن ذلك أقل من السعر العالمي، كما يقل عن السعر في ولاية هيوستن الأمريكية التي تنتج النفط، حيث يصل سعر لتر 95 أوكتان إلى 2.42 ريال ، وولاية نيويورك التي يصل سعر اللتر إلى 3.5 ريالات، فيما تصل الأسعار في دول أوروبا الغربية إلى 5.5 ريالات، لافتا إلى أن الدولة لم ترفع سعر الديزل والكيروسين على النقل والزراعة، لأن الرفع كان سيتسبب في ارتفاعات كبيرة في المواد الغذائية والتموينية والخدمات، كما أن ارتفاع الكيروسين الذي هو المادة الأساسية لوقود الطائرات «النافتا» سيؤدي إلى ارتفاع تذاكر الطيران.

التكلفة الأكبر بالديزل

وأضاف الحسيني لـ»مكة» أن تكاليف إنتاج الديزل والكيروسين أكبر من حيث أنهما يشغلان ثلثي إنتاج المصافي، بينما لا يشغل البنزين سوى الثلث، لافتا الى أن الدولة تتحمل تكلفة أكبر في إنتاج الديزل والكيروسين، متوقعا أن يكون هناك تحول كبير للسيارات التي تعمل بالديزل والبنزين 91 وسيارات الهجين التي تعمل بالبنزين والكهرباء، إلا أنه أشار إلى أن السيارات الكهربائية التي تنوي الوكالات استيرادها لن تكون عملية بسبب اعتمادها على الكهرباء وحدها، حيث إن توفرت وسائل التعبئة لها فإن التعبئة تستهلك من نصف ساعة إلى ساعة، وهي فترة طويلة.

تحول لسيارات الهجين

بدوره توقع عضو لجنة السيارات بغرفة الشرقية يوسف الناصر انخفاضا يصل إلى 25 % على السيارات التي تستهلك بنزين 95 أوكتان، وكذلك السيارات من 8 إلى 12 سلندر، بحيث تعمل الوكالات على تعديل حجم الكميات التي تستخدمها بزيادة الكميات من السيارات التي تستهلك 91 أوكتان والسيارات ذات حجم السلندرات الأقل، وتوقع أن يحصل تحول كبير لسيارات الهجين والكهربائية الصديقة للبيئة بعد فشل إدخال سيارات الغاز إلى السعودية بسبب توقعات المخاطر في حال الحوادث، وبسبب تلويث البيئة، مطالبا بتسهيلات أكبر في الجمارك للسيارات الكهربائية.

البنزين 95 مكلف

وأشار نائب رئيس اللجنة التجارية الوطنية شنان الزهراني والذي يمتلك عددا من محطات الوقود - إلى أن رفع سعر بنزين 95 أوكتان بنسبة 127 % ورفع 91 بنسبة أقل تبلغ 85% هي رسالة للتوجه إلى الأخير، حيث إن الاول مكلف أكثر للدولة.

وتوقع انخفاضا في الطلب على السيارات التي تستهلك الـ 95 والمستهلكة للبنزين مثل السيارات الأمريكية ما يؤدي إلى تخفيضات وعروض عليها، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على سيارات الديزل والسيارات الحديثة الكهربائية وغيرها.

وأشار إلى أن استخدام 95 أوكتان لا يتجاوز 30% في أفضل الحالات من البنزين في المحطات بالسعودية، داعيا الجهات الرقابية إلى تكثيف المراقبة لمحطات الوقود، والتفتيش على خزانات الوقود للتأكد من نوعية الوقود الذي يباع للجمهور.

تحول جماعي إلى 91

بدوره أشار راشد السهلي «صاحب محطة وقود بالجبيل « إلى أن كثيرا من الجمهور الذين كانوا يستخدمون أوكتان 95 تحولوا إلى 91 للتخفيف من تكاليف الوقود، خصوصا من يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أعمالهم، مشيرا إلى أن مؤسسته ستعدل طلبها ليكون 90% من 91 أوكتان و10% فقط من 95 أوكتان.

.. وبوصلة المستهلك تتجه للمحركات الأقل سلندر والديزل

تشهد معارض جدة عزوفا عن المركبات الكبيرة وإقبالا على المركبات الصغيرة، ذات المحركات 4 سلندر، بحسب نائب رئيس لجنة معارض السيارات في غرفة جدة، مبينا أنه عقب صدور قرار ارتفاع تعرفة البنزين زاد الطلب على تلك الفئات، مما قد يسبب ركودا في مبيعات المركبات الكبيرة، مقدرا التراجع بنحو 50% مقارنة بالسابق، وارتفاع الطلب على الأخرى.

ثقافات جديدة

وقال المطيري وهو مستثمر في سوق معارض السيارات بمحافظة جدة «يجب أن ندرك بأن فئات المجتمع تتكون من طبقات عدة، لذلك وكما هو معلوم هناك فئة لن يكون بمقدورها الاستمرار في الإنفاق على مركبات ذات استهلاك عال، بينما هناك تفاوت بين الفئات الأخرى، لذلك سيشهد السوق ثقافات جديدة جراء البحث عن محركات أقل استهلاكا وهي الفئة الأعلى».

مزيد من الركود

وأضاف المطيري أن الركود الذي مر بسوق المركبات سيشهد المزيد بعد الارتفاع الأخير، وسنشهد المزيد من العروض للمركبات ذات الـ8 سلندر، ويتبقى الدور على وكلاء السيارات الذين لا يزالون يتحكمون في السوق، كونهم هم من يحددون الأسعار للمركبات الجديدة والتي يتم من خلالها تحديد سعرها في سوق المستعمل. ودعا المستهلكين للإبلاغ عن المغالين كون المواطن هو العين الحقيقية للجهات والأجهزة الرقابية، الأمر الذي يدعو إلى مواجهة أي عوائق من خلال أسهل الطرق التي أصبحت عبر تطبيقات في هواتفنا الذكية.

تزايد الطلب

من جهته قال أحد المستثمرين في قطاع المركبات المستعملة بجدة فهد العتيبي إن الطلب استبق الارتفاع منذ شهر تقريبا على المركبات الصغيرة تحسبا لما ستؤول إليه الأحداث مطلع يناير، ومنذ يوم أمس توالت الاتصالات للطلب على تلك الفئة من المركبات والتي ستشهد ارتفاعا في الطلب يعكس تذبذبا وارتفاعا في أسعارها، مستبعدا أن يكون الديزل الأعلى طلبا كون الفئات محدودة، ما لم تنوع الشركات الكبرى الموردة الخيارات، في حين أن غالبية المركبات الحديثة ذات مواصفات وكفاءة في استهلاك الوقود، خاصة أن معظمها وبحسب شركاتها المصنعة توصي ببنزين 91 والذي كانت نسبة ارتفاعه أقل من 95.

إقبال على الديزل

بدوره تحدث لـ»مكة» ماجد الزهراني، والذي عرض مركبته التي تعمل بالديزل في أحد المواقع بمدينة جدة، وقال «منذ أسبوع تقريبا ولم تكن هناك سوى بضعة اتصالات، ويوم أمس وردني نحو 20 اتصالا على أقل تقدير للاستفسار عن المركبة وكيفية الاستهلاك ونحوه، حيث يعطي ذلك مؤشرا عن الإقبال على سيارات الديزل بل وارتفاع سعرها».