فهد المرسال

يوميات مرتزق

الاثنين - 01 يناير 2018

Mon - 01 Jan 2018

يستيقظ باكرا بوجه بارد كالح مكفهر في فندق بإحدى العواصم، يمسك هاتفه ويدخل «تويتر» كروتين حياته المعتاد منذ أن خلع عقله وتبرأ من أخلاقه، وقبل أن يصبح «هاتف عملة» يمرر الأغبياء واللصوص والخونة رسائلهم من خلاله، فيبدأ بالنعيق كالغراب متطاولا على السعودية، مختلقا مؤلفا قصصا مضحكة، تكشف لنا كيف يكون الغباء «متجسدا» بهيئة بشر!

ويعود ليكمل نومه حتى يأتيه اتصال من مذيع مأجور يذكره بموعد ظهوره على «قناة» بائسة، لينهض بتثاقل يبعد «القوارير» المكدسة أمام طاولته، ويضع الكاميرا وهو ممدد على «كنبة» لو امتلكت أقداما لولت هاربة! ليتحدث عبر «السكايب» مهاجما السعودية بوجهه «الودر»!

يجهل أولئك «المرتزقة» أن الأيام تثبت لنا كل يوم، وبشهادة ذاكرة التاريخ، بأن السعودية «عصية» على كل الأقزام، وأضغاث أحلامهم ومخططاتهم السرية! ينطلق ذلك المرتزق مجلجلا صارخا مقحما مهاجما السعودية، وقد يصل به «غباؤه» لتحميلها طول ليالي الشتاء وكسوف الشمس! وأنها سبب حادث مروري وقع في طريق زراعي في هجرة ريفية لم تكتشف بعد! ولن أتفاجأ برؤية ذلك المرتزق وهو مسهب في الحديث بشؤوننا محاولا إثبات كيف تسببت سياساتنا الحازمة ومواقفنا الراسخة بمضاعفة إدمانه على الكحول، وقضاء الليالي باكيا متحسرا فاشلا كمشرد في مدينة مهملة!

الأمر الطريف أن أولئك «المرتزقة» تناسوا أوطانهم الحقيقية بكل قضاياها وأزماتها ونكباتها وباعوها بثمن بخس، ولا غرابة فأوطانهم هي الأموال والحوالات البنكية والذمم الفضفاضة التي يصل مداها إلى آخر نقطة في المجرة!

قمت مؤخرا بعمل جولة في حسابات أولئك الأقزام المرتزقة في «تويتر» واكتشفت بأسى وأسف بأننا نحن من أكسبهم صوتهم «النشاز»، فأغلب المتابعين لهم نحن، وكأننا سلمنا لهم «المايك» بأيدينا ليزعجونا بصراخهم الذي لا يشبهه إلا صراخ «ديك» أحضره جاري مؤخرا جعلني أفكر باختراع قادر على إخراس الأصوات المزعجة عن بعد! حفظ الله الوطن.