قتلى ومعتقلون في ثورة فقراء إيران

الاحد - 31 ديسمبر 2017

Sun - 31 Dec 2017

تزايدت حدة مظاهرات الشعب الإيراني لتطال نحو 40 بلدة ومدينة في يومها الرابع، وسط تقارير إعلامية متواترة عن تسجيل نحو 12 حالة وفاة بين المتظاهرين برصاص قوات الحرس الثوري واعتقال 200 شخص، رافقتها بيانات تنديد ودعوة لعدم ممارسة العنف ضد المتظاهرين السلميين، بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ولحق به عدد من القيادات العسكرية والسياسية الأمريكية والأوروبية.

وأكد رئيس المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه لـ«مكة» أن هذه التظاهرات ستعلن رسميا انشغال النظام الإيراني في الداخل، وهو ما يعني سقوطه في اليمن وسوريا، وإضعاف حزب الله في لبنان وتوقف دعمه لنظام الدوحة.

وقال «رقعة المظاهرات ستتسع وهناك استراتيجية منظمة للتحركات، وفي تواصلنا مع الداخل أبلغنا أن قسما من طهران العاصمة ومقرات للباسيج ستخرج عن يد قوات الأمن وستصبح بيد الشباب المشاركين في هذه الاحتجاجات».

وأضاف أن قادة سياسيين في المنطقة أكدوا له وقوفهم مع هذا التحرك، وأن هذه الاحتجاجات ليست وليدة اليوم، بل هي تراكمات من ضغوطات اقتصادية واضطهاد حقوقي يدفع ثمنه الأبرياء والفقراء من المدنيين، وأن المحتجين بدؤوا رفع شعارات «الموت لروحاني والموت للديكتاتور»، وعادة كلمة الديكتاتور موجهة للمرشد الإيراني علي خامنئي.

وأوضح طه أن خروج المتظاهرين من ساحة «الشهداء» في مدينة مشهد ثاني أكبر المدن الإيرانية عاصمة محافظة «خراسان رضوي»، والتي تعد ثاني مدينة دينية يسكنها «الثيوقراطيون» بعد قم، هو أمر طبيعي، ويأتي اعتراضا على البطالة والغلاء والفقر، خاصة أن مؤسسة بورجن الأمريكية أفادت بوصول نسبة الفئات الفقيرة لـ 70% من سكان إيران.

وأفاد بأن عائلة واحدة مكونة من أربعة أشخاص تحتاج 400 دولار شهريا لتأمين حاجاتهم الأساسية، لكن أغلب العوائل الإيرانية دخلها الشهري لا يتجاوز 100 دولار.

وفي الأحواز المحتلة من قبل إيران منذ 1925 تعيش العائلة بـ 10 دولارات شهريا، ولذلك يوجه المتظاهرون سهامهم إلى رأس هذا النظام الديكتاتور الفاشي خامنئي والرئيس الإيراني، هاتفين بالموت لروحاني، وهذا يعني أن الشعب بدأ يعي أن كل الوزراء والمؤسسات الإيرانية هم مجرد موظفين لمافيا المرشد، وهم المسؤولون عن كل ما يحصل من هدر ثروات البلاد التي هي أصلا من نفط الأحواز وغازها ومياهها على إرهابيي الشرق الأوسط.

وأوضح طه أنه هذه الاحتجاجات تؤكد أن إيران تترنح وعلى حافة الهاوية، وأن الرئيس الذي فشل في تحقيق وعوده الانتخابية بالقضاء على البطالة، تفاقمت في عهده حتى وصلت بحسب آخر الإحصاءات إلى طرد نحو 27 ألف شخص من وظائفهم بسبب إفلاس الشركات الاقتصادية خلال الأشهر التسعة الماضية، وارتفعت أعداد المواطنين تحت خط الفقر إلى نحو 12 مليونا.

شعب مكلوم

«المظاهرات الإيرانية عفوية.. يقودها الفقر والظلم والتعسف وسوء إدارة وتوظيف أموال الشعب المكلوم، فالنظام سرق أموال الشعب وصرفها على مشاريع توسعية عبثية وعلى ميليشيات مسلحة، وليس للولايات المتحدة أو السعودية أو أي دولة في العالم علاقة بما يحصل في إيران».

إبراهيم آل مرعي - محلل عسكري وسياسي

تقرير نشره مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية:

• أسباب ارتفاع نسبة البطالة تخصيص النظام الجزء الأكبر من عوائد النفط والمدخولات لدعم الميليشيات الطائفية في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

• وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني أقر سابقا أن نسبة البطالة في بعض المدن وصلت إلى 60%، في نسبة مخيفة وغير مسبوقة بحسب وصفه.

• الاقتصادي الإيراني فرامرز توفيقي وصف كارثة االبطالة بموجة تسونامي اجتاحت سوق العمل.

• وصف الكاتب مجتبى قفقازي في مقالة منشورة عبر موقع «عصر إيران» أن بلاده تتجه نحو التفكك وكل العقول ترغب في الهجرة، وإيران تتجه إلى الكارثة، فيوما بعد يوم تسوء الأحوال والنظام لا يشعر بذلك.