عبدالحليم البراك

الحياة.. باص وشوت!

السبت - 30 ديسمبر 2017

Sat - 30 Dec 2017

هذا مصطلح رياضي، ويعني أن أحدهم يمرر الكرة أو يركلها، والآخر يسددها، والحياة كلها عبارة عن «باص وشوت»

- في الإعلام، يقوم معد البرامج والمخرج «بالباص» ثم «يشوت» الإعلامي على شاشة التلفزيون أمام الجماهير، فتصفق الجماهير التلفزيونية للمذيع الذي (فقط) كان الأجرأ؛ لأن الناس لا ترى إلا اللقطة الأخيرة من تلك العملية الطويلة جدا، ويقطف المذيع النجاح، لكن في حالات محدودة، يبث المذيع المادة المعادة له مسبقا ويتحمل مسؤوليتها، ويتم الاستغناء عنه إن كانت المادة تغضب الجماهير التلفزيونية.

- في العمل، فريق العمل «يباص» لرئيس العمل كله، فالفريق يدفع العمل للأمام، ينجز العمليات كلها ابتداء من استقبال المعاملة حتى خروجها لمكتب الرئيس فـ«يشوت» الرئيس بالقرار أو التوقيع، ثم يخرج العمل باسمه، وغالبا ينسب النجاح له، ويتحمل مسؤولية الفشل، والرئيس الناجح يشارك زملاءه النجاح فينسب النجاح للجميع، أما الفشل فيتحمله وحده ويتوارى الفريق خلف مكاتبهم وأبواب مكاتبهم فلا يرى لهم أثر في الفشل، بعض الرؤساء (لا قدر الله) يجيد الهروب من المقصلة (المسؤولية) ويرميها على موظف غلبان فينقل للأرشيف مع الغبار والملفات!

- الناس لا تعرف إلا الطبيب الذي يصرف الدواء؛ ورغم أنه كل ما عمل هو أنه «شات» وصفة طبية للمريض، شاركه (الباص) المختبر والأشعة والممرض وفريق طبي متكامل، وآخر لحظة يقول الناس عن الطبيب «والله طبيب ممتاز» ولولا مساعدة زملائه لوقع في الخطأ الطبي الذي لا يتوانى في رميه عليهم إن كان في الموضوع قضية مرفوعة إلى «الهيئة الطبية الشرعية».

- رئيس مجلس الإدارة

(بمرتبه العالي جدا والمكافآت) يقطف ثمن (الباص) الذي ناوله إياه المدير العام ومدراء العموم وخطوط الإنتاج فينسب النجاح له، أما الفشل فينسب لمدير واحد أو اثنين، وتبدأ نغمة استقطاب مدير أفضل لتغطية الفشل ويعيش الفاشل ويموت الضحية!

- في كرة القدم، النجاح لرئيس مجلس الإدارة والفشل على المدرب واللاعب، والموضوع لا يحتاج شرحا إطلاقا، ويفهمه أصدقاؤنا الرياضيون أحسن مني في الفكرة والباص والشوت!

- في المدرسة هناك قائد للمدرسة، يقود المدرسة كلها، ويتصدر النجاح لو نجح الطلاب، لكنه لم يعلم أحد أن الباص كان من المعلمين، والركلة الأخيرة (الشوت) من قائد المدرسة، والدرع والتكريم للمدير (المسمى القديم)، والفشل أيضا له، وأبناؤنا هم في الظل وتحت رحمة من ركل الكرة، وتحت رحمة من صنع الهجمة. بالمناسبة، الهجمة المرتدة هي ماذا لو تمت مساعدة الطلاب على النجاح آخر الفصل الدراسي وحققوا الهدف في آخر ثانية بلا تعب يذكر، وفاز القائد ولم يتعب المعلم (من ركل الكرة) ولم يتعلم الطلاب!

- بالمناسبة، كدت أن أضرب مثلا آخر برئاسة التحرير وعالم الصحافة لكنني خفت ألا ينشر المقال، فتراجعت بسرعة البرق!

Halemalbaarrak@