عبدالله المزهر

الأخ قاسم سليماني!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 27 ديسمبر 2017

Wed - 27 Dec 2017

سمعت تصريحا لقيادي حمساوي وقد بدا «متحمسا» أكثر مما ينبغي وهو يتحدث عن الأخ ـ كما يصفه ـ قاسم سليماني الذي عرض تقديم المساعدة من أجل «القدس».

والقدس ـ كما تعلمون ـ مدينة فلسطينية فيها المسجد الأقصى مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ـ رغم أنف يوسف زيدان ـ وأولى القبلتين رغم أنف بقية المتصهينين العرب والعجم.

لكن كلمة «القدس» لم تدل على تلك المدينة كثيرا. وهي في الغالب اسم لعصابة أو ميليشيات مسلحة أو مجرد كلمة تجمل عبارة في خطاب قائد ثوري لاستثارة حماس الجماهير قبل أن يبطش بهم باسم القدس أيضا.

وبما أن الحديث عن الإيراني قاسم سليماني ـ الأخ غير الشقيق للقيادي الحمساوي ـ فلعله من المناسب أن نعرف أنه قائد فيلق القدس منذ 1998 «وفيلق القدس الذي يقوده سليماني هو فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني، وهذه الفرقة مسؤولة عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإقليمية لإيران». وهو يقوم بهذه المهمة بنجاح، فقد نفذ فيلق القدس هذا عملياته العسكرية أو الاستخباراتية في كل مكان في العالم العربي إلا أنه لظروف غير مفهومة لم يقم بأي عملية تتعلق «بالقدس نفسها» التي يتسمى باسمها. ثم إنه من باب المصادفة البحتة ساهم وشارك في قتل العرب من كل شكل ولون ودين ومذهب في أقطار شتى من العالم العربي والإسلامي ولكنه في خضم انشغالاته العظيمة هذه لم يتعرض لإسرائيلي واحد حتى ولو بشتيمة عابرة.

ومع أني أعذر الفلسطينيين جميعا حتى وإن أخطؤوا وإن تجاوزوا لأني مقتنع بأنه من الصعب فهم كيف يمكن أن يفكر من يعاني من الاحتلال الصهيوني البغيض وتبعاته منذ سبعين عاما، إلا أن فكرة التعاون مع القتلة والمجرمين الآخرين تبدو صعبة على الفهم هي الأخرى.

كيف يمكن أن تثق وأنت تحت الاحتلال بمحتل آخر، وكيف تثق وأنت من يتعرض للقتل بقاتل آخر.

الصهاينة شذاذ الآفاق استفادوا من الأرض في قضية فلسطين، أما القتلة والمجرمون الآخرون فقد استفادوا من القضية ذاتها في سحق وتجهيل شعوبهم، وجل الذين رفعوا «الشعارات» وسموا الفيالق وأجهزة الاستخبارات بأسماء القدس وفلسطين لم توجه فوهات بنادقهم إلا إلى صدور شعوبهم. أصبح الجهل والتخلف والانحطاط الأخلاقي والقيمي والاقتصادي والثقافي والفني ضريبة مقبولة ومبررة في نظر هؤلاء الطغاة من أجل «القضية الكبرى».

وجند قاسم سليماني في اليمن ـ على سبيل المثال ـ وأعني الحوثيين أيقونة التخلف في كوكب الأرض، يصرخون في كل مناسبة «اللعنة على اليهود» ثم يقتلون مسلما يمنيا.

وعلى أي حال..

لا شك أن القيادي الحمساوي يعذر انشغال أخيه قائد فيلق القدس عن القدس، فمشاغله كثيرة، ربما لم يتسن له حتى أن يغسل يديه بعد من دماء السوريين والعراقيين واليمنيين. وخير الإخوة من كان يعذر ويقدر ظروف أخيه.

@agrni